في فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، قام شابان موريتانيان في المهجر بحرق قبعة تحمل ألوانا وصورة مصغرة للعلم الوطني، وهم يرددون عبارات نابية في حق موريتانيا والنظام القائم، الذي اتهموه بالتسبب في معاناتهم وهجرتهم عن البلد.
من حق أي مواطن موريتاني أن يعبر عن سخطه ورفضه لسياسات الأنظمة لكن ليس مستساغا إطلاقا أن يقوم بإهانة العلم والثوابت الوطنية مهما كانت الدوافع والأسباب، لأنه يجب التفريق بين سياسات الأنظمة والوطن الذي يجب أن يظل عزيزا مهما جار على أبنائه.
ما أقدم عليه الشابان يعكس خواء روحيا تعاني منه الأجيال الشابة التي عجزت المناهج التربوية أن تزرع فيها حب الوطن والتضحية من أجله، الأمر الذي يتطلب مراجعة حقيقية للسياسات المتبعة في التعليم القاعدي، وفرض الخدمة العسكرية على الشباب حتى يعي معنى الوطن واحترام مقدساته.
لقد شاهدنا يوم أمس مظاهرات وعديد مقاطع الفيديو يطالب فيها أفراد من مكون وطني بتسوية ملف الإرث الانساني بشكل جاد، ورغم رفضهم الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني لأن ذكراه تتزامن مع قتل بعض أبنائهم، لكنهم لم يسيئوا إلى الوطن ولم يمزقوا أو يحرقوا العلم الجامع الذي يجب أن نحترمه جميعا بغض النظر عن الدوافع التي تجعلنا نبدي وجهة نظر ساخطة اتجاه سياسة ظالمة تعرض لها مواطن أو مكون برمته، لأن العلم رمز سيادي العبث به يوازي الخيانة العظمى التي تسقط المواطنة.
من واجب وكيل الجمهورية محامي الشعب، التعامل مع تلك المشاهد كبلاغ عن جرم مشهود، ورفع دعاوى قضائية ضد من أتوا أو يأتون هذا الفعل، بغض النظر هل هم داخل موريتانيا أو وراء البحار، موريتانيا فوق كل اعتبار.
* نعتذر عن نشر الفيديو لتضمنه عبارات خادشة للحياء
#الحرية_نت