"كلنا مفسدون"...!!!
لا يمكن أن نحصر "الفساد" في شخص معين في بلادنا، فهو ليس صفة شخصية يتصف بها فلان ولا يتصف بها فلان؛ الفساد في هذه البلاد مثل الفيروس، يوجد في البيئة الحكومية لبلدنا الصالحة لتكاثره؛ فكما أن الفيروس يعيش في الجسم الضعيف قليل المناعة فإن الفساد ينتشر في البيئة ضعيفة "القوانين" وقليلة "الرقابة". كيف ولا وقد بدأنا عهدنا الثاني بحكومة علي رأسها متهم بالفساد واعضائها تفوح منهم رائحة الفساد وقوانينها تطبق حسب الأهواء
بالطبع أقصد القانون الذي لا يضعه الوزير، وإنما لجنة مستقلة والتي لا يكون رئيسها من فئة "فخامته" و "معاليه" و "سعادته" و "سيادته".
كيف يطالعنا مجلس وزراء بعناوين جرد من مهامه بعد التفتيش اي تفتيش يتحدث عنه مجلس الوزراء وهو من يعين من ثبتت ادانتهم وبشهادة الوزير الاول للمجلس الموقر واي فساد تستطيع حكومة رئيس وزرائها قادما من اتهام بالفساد ووزرائها تفوح فضائح فسادهم
هي عنوانين وجب تصحيحها ووضع النقاط علي الحروف لأن المواطن اليوم اصبح مستاء من تلاعبكم هي مجرد تصفية الحسابات بين اقطاب المفسدين بعضهم يصفي بعض ليبقي الوطن والمواطن علي قارعة الطريق
اختم بهذه القصة فقد اهتزت المدينة , وعجت الطرقات بالوافدين من التجار في عهد عمر الذين نزلوا المصلى , وامتلأ المكان بالأصوات .
فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة ؟!
فباتا يحرسان ويصليان ماكتبا الله لهما , فسمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه صوت صبى يبكى , فتوجه ناحية الصوت , فقال لأمه التى تحاول إسكاته : اتقى الله واحسنى إلى صبيك .
ثم عاد إلى مكانه فارتفع صراخ الصبى مرة أخرى , فعاد إلى أمه وقال لها مثل ذلك , ثم عاد إلى مكانه , فلما كان فى أخر الليل سمع بكائه , فأتى أمه فقال عمر رضى الله عنه فى ضيق : ويحك إنى أراك أم سوء , ومالى أرى إبنك لايقر منذ الليلة ؟!
قالت الأم فى حزن وفاقة : ياعبد الله قد ضايقتنى هذه الليلة إنى أدربه على الفطام , فيأبى .
قال عمر رضى الله عنه فى دهشه : ولم ؟
قالت الأم فى ضعف : لأن عمر لايفرض إلا للفطيم .
ارتعدت فرائص عمر رضى الله عنه خوفا , وقال فى صوت متعثر : وكم له ؟
قالت : كذا وكذا شهرا .
قال عمر رضى الله عنه : ويحك لاتعجليه .
ثم إنصرف فصلى الفجر ومايستبين الناس قراءته من غلبة البكاء , فلما سلم قال : يابؤسا لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين ؟!
ثم أمر لكل مولود فى الإسلام , وكتب بذلك فى الأفاق .
تلك قصة كتبتها ليستوعبها اهل العقول وليست لأهل البطون.
فاطمة احمد