لست من ممارسي السياسة في الوقت الراهن وإن كنت متتبعا لها إلا أن المتتبع للمشهد السياسي الموريتاني يمكن أن يقسم الرأي العام إلى ثلاث تيارات متباينة.
التيار الأول يدعم النظام الحالي ويتشبث به ويدعم خياراته ويثمن إنجازاته ويبرر إخفاقاته.
التيار الثاني يساند الرئيس السابق ويتباكى على نظامه ويعتبر عشرتيه عشرية إنجازات وبناء وازدهار ويتأسف على مغادرته السلطة، أما التيار الثالث والأخير فهو تيار ناقم على الوضع الحالي ويريد التغيير وتبديل العقليات وهذا التيار مثله في الاستحقاقات الأخير السيد برام الداه عبيد ودعمه الكثير من شبابنا في المهجر.
فإذا نظرنا إلى المختار ولد انجاي نرى أنه يجمع هذه التيارات الثلاثة
فهو الرجل الأول للرئيس الحالي اختاره عند وصوله للسلطة مديرا عاما لأكبر شركة وطنية شركة اسنيم، ثم قربه منه حين عينه وزيرا مكلفا بالديوان وشوهد منذ تعينه ديناميكية في النشاط الحكومي وزيارات مفاجئة للرئيس وجولات وتدشينات للمشاريع.
وإذا رجعنا إلى نظام ولد عبد العزيز الذي يرى فيه الكثيرون أنه كان نظام إنجازات ومشاريع خالدة فإن المختار ولد انجاي كان رجل تلك المرحلة بامتياز حتى أن البعض يعتبر أن أهم إنجازات ولد عبد العزيز هو اكتشافه للمختار ولد أجاي وقد ارتبط اسمه باسم ولد عبد العزيز في تلك الحقبة.
أما التيار الأخير والذي يمثله السيد برام الداه أعبيد فقد عبر عن ارتياحه لتعيين ولد انجاي واعتبر هذا التعيين خطوة تصب في المسار الصحيح كما جاء ذلك في تدوينة السيد برام على صفحته على الفيسبوك.
من خلال هذه القراءة السريعة يمكن أن نعتبر أن المختار ولد انجاي جمع هذه التيارات الثلاثة وأنه رجل المرحلة بلا منازع
أما البعض من الناس الذين يقولون أنه وصل إلي هذا المنصب من خلال التملق والنفاق وهو حال جميع السياسيين في موريتانيا، فأريد أن أقول لهم أن هنالك من يمارسون النفاق والتملق وهم أبناء عائلات نافذة ولم يصلوا إلى تولي أبسط إدارة حكومية
ومع اختلافنا في الطرح فاننا مجمعون على أن الرجل عصامي وسياسي محنك وفي الأخير أعتبر أن الرئيس وفق في تعيينه وأنه أنقذ عشريته , ويمكن أن تعتبره المؤسسة العسكرية رجلها المدني الوفي إذا ما أرادت رئيسا مدنيا مستقبلا.
محمد عبد الله ولد عمي/ دكتور في الفيزياء أستاذ متعاون بجامعة نواكشوط