سيدي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لقد غدوت اليوم السبت والطير في وكناتها مصحوبا بأفراد عائلتي فأديينا واجب التصويت لكم في اقتراع 29 يونيو، وسأسخر طاقاتي، وما أملك من تأثير، ومن قدرات لوجستية، طيلة هذا اليوم من أجل هذه المهمة وسأتواصل مع الأقارب والمعارف ... زائرا ومهاتفا من أجل تحقيق فوزكم فوزا مريحا في الشوط الأول "إن شاء الله" ، يعجبني جدا في شخصكم الكريم المسحة الأخلاقية، وأخلقة التعاطي السياسي، والتهدئة التي عرفها المشهد بعد عقود من انتشار مفردات لغة الشد والجذب والتخوين، كما يعجبني في شخصكم الكريم أيضا اهتمامكم بالفقراء، وعنايتكم الكبيرة بالطبقات الهشة، وقد ضاعف من ذلك الاعجاب توقيع حكومتكم وبأوامر مباشرة منكم الميثاق الجمهوري، وكذلك تعهدكم خلال لقاء في أواخر شهر إبريل الماضي مع قيادات من حزب التكتل بمضيكم قدما في تنفيذ وتطبيق بنود الميثاق الجمهوري خلال مأموريتكم الثانية، وقد كشفت "بما لا يدع مجالا للشك" المهرجانات الشعبية التي خضتم غمارها خلال الحملة الرئاسية أنكم فارس مضمار هذا السباق الرئاسي والمجلي فيه دون منازع، وعليه فإني أناشدكم الله أن تقبلوا بعد تنصيبكم مباشرة بتسجيل اسمكم بحروف من ذهب في سفر التاريخ الخالد من خلال انتقاء طاقم حكومي من الكفاءات يكون قادرا على الانجاز والعطاء، طاقم لا يهتم بجيوبه، ولا بأفراد محيطه الضيق فقط، وإنما يهتم بكل الموريتانين على اختلاف سحناتهم وألسنتهم وجهاتهم ومشاربهم ..، طاقم قادر على أن يقيم العدل والمساواة بين الناس، طاقم يحرص كل الحرص على أن تنتفخ جيوب كل الموريتانين من الخيرات ومن عائدات الاستغلال الأمثل الواعي والمسؤول والأمين للثروات الكثيرة التي حبا الله بها هذا البلد.
سيدي الرئيس
يجب أن تكون أولوية الأولويات غدا هي الخفض البين لأسعار المواد الغذائية الضرورية، ودعم القدرة الشرائية للمواطن، وممارسة القوة والصرامة في معاملة من تخول له نفسه التربح الفاحش على حساب قوت وصحة المواطن.
سيدي الرئيس بادر وخذ مكنسة وأبعد عن طريقك ومن أمام وجهك كل الوجوه المحنطة التي تحيط بك الآن فقد ملها المواطن، وسئم فسادها وإفسادها، قبل أن يبادروا بتقديم مقترحات ظاهرها فيه الرحمة، وخير البلاد والعباد وباطنها من قبله العذاب واستمرار نهج الفساد، وستكون من ضمن تلك المقترحات أن البلد يحتاجك إلى الأبد غير عابئين بمقتضيات الدستور ومواده المحصنة قانونيا، فتغد بهؤلاء قبل أن يجعلوا منك وجبة عشاء شهية، وكما تعهدت في الحملة أضرب الفساد والمفسدين بيد من حديد، وأعلم أنك أصبحت في موقف قوة فأبعد المفسدين قبل تقديم المقترحات ولا تحاب أحدا ولا تجامل في مصير شعب مل وكل الوعود إذا لم تتم ترجمتها إلى أفعال، ومنجز على الأرض، موقف قوتك هذا سيزداد وينمو ويكبر مع الأيام ثم إلى الأبد إن انتهجت سبيل إصلاح لا دخن فيه، فموريتانيا يلزم أن تتسع لكل أبنائها، ويجب أن يجد فيها أبناؤها ذواتهم، فهذا الجهد سيكون بمثابة رافعة قديرة يرفع من منسوب شعبيتك بين الشرفاء، وسيكتب لك به الخلود الأبدي في قلوب كل أبناء وطنك من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، فلا تجازف سيدي الرئيس بتضييع الفرصة ، ففي اليوم الأول يموت القط، فبادر قبل أن يبادروا، فالمهم أن ترضي ربك وضميرك وشعبك، فالخير أبقى وإن طال الزمان به...
سيدي محمد إسماعيل الرباني*
*- عمدة سابق لبلدية علب آدرس وقيادي بحزب التكتل