كشف تقرير لموقع "أوريان" الفرنسي، بعنوان "من تل أبيب إلى حيفا.. هل تعتقد أنها نهاية إسرائيل؟"، عن غضب المستوطنين الصهاينة من الكيان، وأجمع جل المستجوبين على وصف كيان الاحتلال بأنه "قذر"، فيما كشف دبلوماسي غربي للموقع على رقم غير مسبوق بخصوص رغبات المغادرة.
نص التقرير:
نقل المراسل الخاص للموقع الفرنسي في فلسطين والاحتلال، مجموعة من الشهادات التي تؤكد أن الوضع داخل كيان الاحتلال أصبح أكثر سوءاً من ذي قبل، ولم تجد من عبارة للتعبير عن ذلك سوى بكلمة "قذر".
رد "موكي"، الذي يبلغ من العمر 54 عاماً، وهو مستوطن من لينينغراد، وهاجر إلى الاراضي المحتلة الفلسطينية عام 1997 وشارك في الحرب على لبنان عام 2006، ويعمل في محل تنظيف جاف، عن سؤال الصحفي الفرنسي عن الوضع في الكيان قائلاً: "بلد قذر".
قبل ذلك بيوم، وفي مطعم عصري في تل أبيب، التقى الصحفي الفرنسي بـ"حنا"، 27 عاماً، وهو شاب روسي ولد في سانت بطرسبورغ ولينينغراد، وقد وصل قبل عامين هرباً من روسيا بسبب الحرب مع أوكرانيا.
يقول "حنا": "المفارقة المأساوية في هذه الرحلة تجعلك تبتسم، ها أنا أواجه نفس الشيء، إنه بلد قذر"، كما عبر "حنا" عن رغبته الشديدة في مغادرة الاراضي المحتلة.
يرغبون في المغادرة
وفق الموقع الفرنسي، فإن رغبة "حنا" لن تكون هي الوحيدة، إذ يشرح دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى "أن طلبات الحصول على جوازات السفر تتزايد بشكل حاد في القنصليات الغربية، أي أكثر بـ5 مرات من العام الماضي في نفس الوقت".
كما كشف التقرير أن "5 ملايين إسرائيلي لديهم بالفعل جواز سفر ثانٍ، أي نصف عدد السكان".
من جهتها، وصفت غابرييلا، "إسرائيل" بأنها "بلد قذر"، كما أنها وصفت حكومة بنيامين نتنياهو بـ"حكومة الخاسرين".
وتشارك غابرييلا في فعاليات "مدينة الخيام" بالقدس المحتلة منذ الأول من أبريل/نيسان 2024، والتي أقيمت في الشارع حيث الكنيست والمحكمة العليا.
كما عبرت عن غضبها الكبير على "حكومة الخاسرين" التي قالت إنها عاجزة عن تحرير الرهائن والانتصار في "هذه الحرب الرهيبة" التي بدأتها.
"حكومة الخاسرين"
كذلك، نقل التقرير الفرنسي، شهادة "ماريانا" المشاركة في إحدى المظاهرات ضد حكومة نتنياهو بتل أبيب وهي تقول: "يجب أن يرحلوا، إنهم خاسرون! هذه الحرب لن توصلنا إلى أي مكان".
في السياق، يقول دبلوماسي أوروبي، مستنكراً "الأخطاء المنهجية الفظيعة" التي ارتكبها بنيامين نتنياهو وحكومته: "لقد فشلت الحكومة كثيراً لدرجة أنها لا تستطيع الخروج منها إلا من خلال المبالغة في غضبها".
بعد أكثر من 6 أشهر من العدوان، وصل مستوى الكراهية تجاه نتنياهو إلى مستوى لم يسبق له مثيل في الاراضي المحتلة.
ويشعر الصهاينة بالغضب عندما يعلمون أن ابنه يائير لجأ إلى ميامي تحت حماية اثنين من رجال "الموساد"، في حين أن سارة، زوجة رئيس الوزراء، لديها صالون لتصفيف الشعر في مقر إقامة المسؤول حتى لا تضطر بعد الآن إلى مواجهة الحشود الغاضبة حول منزله.
ونقل الموقع الفرنسي، تصريحاً لأحد الدبلوماسيين قال فيه إن "الإسرائيليين قاموا بإبادة غزة بدافع الغضب وليس بدافع الضرورة"، وشدد على أنه "ما زال من الممكن أن يحدث أي شيء".
من جهته، يقول المؤرخ الليبرالي يوفال نوال هراري: "يواصل نتنياهو وعد الإسرائيليين بـ"النصر الشامل"، لكن الحقيقة هي أننا على بعد خطوتين من الهزيمة الكاملة. بالنسبة له، أظهر رئيس الوزراء "الفخر والعمى والانتقام" تماماً مثل شمشون.
هل هي نهاية "إسرائيل"؟
يقول التقرير إن هذا هو السؤال الذي يطرحه معظم المستوطنين بصوت عالٍ لأنفسهم بقدر ما يطرحونه على الصحفي العابر.
يقول مهندس معماري من تل أبيب: "لقد تصور الكثير من الأشخاص الذين أرادوا السلام مستقبلاً مشتركاً، لقد مررنا بالفعل بأيام مظلمة، وهجمات".
وأضاف: "لكن هناك… من الصعب جداً التحدث". "الجميع في حالة سيئة، الجميع في حالة سيئة، حتى الأشخاص الذين يزعمون أنهم في حالة جيدة".
ثم زاد: "نحن لا نتحدث كثيراً عن هذا الخوف، بل إن البعض يقول إنهم أعادوا اكتشاف الفخر بكونهم إسرائيليين"، لكنهم يشاركونهم هذا القلق من النهاية.