يالله
يقول الدكتور جهاد حماد أستاذ الطب في الجامعه الإسلاميه في غزة
في أحد الأيام دخلت قاعة طلاب سنة ثالثة طب في الجامعة الاسلامية بغزة فوجدت أبيات شعر غزلية مكتوبة بخط جميل على السبورة وشدتني الأبيات كثيرا فالتفت للطلاب وقلت وابتسامة عريضة على وجهي
"اعترفوا يا شباب مين فيكم اللي كتب هذه الأبيات "
وطبعا طلاب الطب ليسوا بحاجة لدفع لكي يعترفوا بسهولة على كاتب الأبيات فأخذوا يصيحون بفرح
" علاء العقاد يا دكتور"
" علاء يا دكتور عامل حاله حبيب"
" لازم تضع حد لهذي المسخرة يا دكتور"
وأخذ الطلاب يحرضونني بشكل مرح على عقاب المارق الفاجر بينما كان علاء يجلس وجلا مترقبا ردة فعلي فقلت له
" شو هالحلاوة هذي يا علاء باشا أبيات جميلة فعلا"
وبعد أن انفردت أسارير علاء قلت له بصدق
" شوف يا علاء وعد مني لما تروح تخطب راح أروح معك ان شاء الله في الجاهة الإجتماعية لبيت أهل العروس "
وبعد أربع سنوات من هذه الحادثة وبينما كنت في القطار في لندن قرأت على الفيس منشور لعلاء يعلن فيه خطوبته وكتب كتابه على زميلته في الكلية طالبتي المؤدبة الهادئة ابتهال الاسطل، وفي الحال أرسلت له رسالة تهنئة وفي نهايتها قلت له
"كان نفسي أحضر فرحك في غزة ولكن ان شاء الله تشرفني أنت وابتهال في لندن"
ورد علي علاء بفرح وطال الحوار الودي المرح المملوء بالأحلام الوردية والأمنيات الطيبة.
وبعد حوالي ثلاثة أسابيع من بداية الحرب المجنونة على غزة قرأت على الفيس منشورا نعي لعلاء وزوجته ابتهال الأسطل وجميع أفراد عائلتها الذي قتلتهم الصواريخ الإسرائيلية السوداء وهدمت البيت فوق رؤوسهم جميعا ولم ينج منهم أحد.
رحمهم الله جميعا وأسكنهم الفردوس الأعلى.