عندما رأى بصيصا من الضوء تفاجأ بأنه مدفون مع جثة أخرى

جمعة, 17/06/2022 - 22:02

مليونيرٌ أودع في سجن على جزيرة نائية تمهيداً لإعدامه ولأنه كان مليونيرًا فقد قرر رشوة حارس السجن لتهريبه من جزيرة السجن بأي وسيلة وأي ثمن  .. فأخبره الحارس بأن الحراسة مشددة جداً وأنه لا يغادر الجزيرة أحد إلا في حالة واحدة وهي .. الموت !!
ولكن إغراء الملايين الموعودة جعلت الحارس يبتدع طريقة غريبة للهرب وأخبر بها المليونير وهي

كالتالي :

" إسمع...الشيء الوحيد الذي يَخرج من جزيرة السجن بلا حراسة هي توابيت الموتى .. يضعونها على سفينة وتُنقل مع بعض الحراس إلى اليابسة ليتم دفنها بالمقابر بسرعة مع بعض الطقوس البسيطة ثم يرجعون .. 
التوابيت تنقل يومياً عند العاشرة صباحاً في حال وجود موتى والحل الوحيد هو ان تُلقي بنفسك في أحد التوابيت مع الميت الذي بالداخل وحين تصل لليابسة ويتم دفن التابوت سآخذ هذا اليوم إجازة طارئة وآتي بعد نصف ساعة لإخراجك وبعدها تعطيني ما اتفقنا عليه وأعود أنا للسجن وتختفي أنت و سيظل إختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلانا .. مارأيك “ ؟! ..
فكّر المليونير...إنها عبارة عن خطة مجنونة ولكنها تبقى أفضل من الإعدام .. واتفقا على أن يتسلل لدار التوابيت ويرمي نفسه بأول تابوت من على اليسار .. هذا إن كان محظوظاً وحدثت حالة وفاة .. 
في اليوم التالي مع فسحة المساجين الإعتيادية تسلل المليونير لدار التوابيت فوجد تابوتين ، في البداية أصابه الهلع من فكرة الرقود مع ميت في التابوت ولكن مرة أخرى تنتصر غريزة البقاء ففتح التابوت وهو مغمضاً عينيه حتى لا يصاب بالرعب ورمى بنفسه فوق الميت الذي بالداخل وانتظر حتى سمع صوت الحراس يهمون بنقل التوابيت لسطح السفينة .. بدأ يستشعر الإنتقال خطوة بخطوة ، رُفع للسفينة وأحس بحركتها فوق الماء واشتم رائحة البحر .. حتى وصلوا لليابسة وأنزل الحراس التابوت وسمع تعليق أحدهم عن الثقل الغريب لهذا الميت فشعر بخوف وتوتر .. وتلاشى هذا التوتر عندما سمع حارساً آخر يسخر من المساجين ذوي السمنة المفرطة ..فارتاح قليلاً ..
هاهو الآن يشعر بنزول التابوت إلى الحفرة وصوت الرمال تتبعثر على غطائه وثرثرة الحراس بدأت تخفت شيئاً فشيئاً .. وهاهو الآن مدفون على عمق ثلاثة أمتار مع جثة رجل غريب وظلام حالك والتنفس يصبح أصعب مع كل دقيقة تمر ..
لابأس ..هو لا يثق بذلك الحارس ولكن يثق بحبه للملايين الموعودة 
مؤكدا أنه سيأتي .. إنتظر...تململ ، بدأ التنفس يتسارع ويضيق .. 
الحرارة خانقة .. لابأس...عشرة دقائق تقريباً وبعدها سيتنفس الحرية ويرى النور مرة أخرى .. بدأ يسعل ومرت ١٠ دقائق اخرى .. الأكسجين على وشك الإنتهاء .. وذلك الحارس لم يأتي بعد ..
سمع صوتا بعيد جداً .. تسارع نبضه لابد أنه الحارس ... أخيراً .! لكن الصوت تلاشى .. شعر بنوبة من الهستيريا تجتاحه .. تُرى هل تحركت الجثة !! صوّرَ له خياله أن الميت يبتسم بسخرية ..! تذكر أنه يمتلك كبريتا في جيبه .. أخرج الكبريت ليتأكد من ساعة يده لا بد أنه لازال هناك وقت ! أشعل عود كبريت وخرج بعض النور رغم قلة الأكسجين ، قرّب الشعلة من الساعة .. لقد مرت أكثر من خمس وأربعين دقيقة !! هو الهلع إذاً .. خطر له أن يرى وجه الميت ! 
إلتفت برعب وقرّب الشعلة ! ليرى آخر ماكان يتوقعه في الحياة !! .. وجه الحارس ذاته . 

القصة من تأليف (Sir Alfred Hitchcock,الفريد هتشكوك)
رائد سينما التشويق والإثارة النفسية ..
ومن خلال القصة تم اقتباس سيناريو فيلم (الهروب النهائي) عام 1964

  

         

بحث