رغم أن أوكرانيا ضاعفت ميزانيتها العسكرية واكتسبت خبرات جديدة؛ تبقى مقارنة قوتها العسكرية مع روسيا في صالح روسيا تماما. فالجيش الروسي هو الثاني على العالم ويتفوق بفارق كبير عددا وعتادا، فكيف تبدو المقارنة بين الطرفين؟
كثير من الخبراء العسكريين استبعدوا شن روسيا حربا على أوكرانيا بسبب الاعتقاد بأنها ستكون حربا طويلة الأمد وصعبة وستخلف خسائر فادحة؛ إلا أن القوات الروسية أطلقت صواريخ على عدة مدن في أوكرانيا الخميس (24 فبراير/ شباط 2022)، وقامت بعملية إنزال للقوات على سواحلها بعد أن صدق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما وصفها بـ"عملية عسكرية خاصة" في شرق أوكرانيا.
ثلاثة ملايين أوكراني في روسيا
وكانت أوكرانيا قد دعت مواطنيها أمس الأربعاء إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن على خلفية "تصعيد العدوان الروسي على أوكرانيا" كما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية. ويعيش حوالى ثلاثة ملايين أوكراني في روسيا، وفق التقديرات الأوكرانية.
وسبق ذلك إعلان روسيا الثلاثاء إجلاء دبلوماسييها من أوكرانيا، متهمة السلطات الأوكرانية بعدم القيام بما هو ضروري لضمان سلامتهم.وبعد اندلاع الحرب التي حاولت قوى غربية عديدة منع وقوعها، بما في ذلك أمريكا وألمانيا وفرنسا، نلقي فيما يلي نظرة عامة على قوة الجيشين: الروسي والأوكراني.
أولا: عدد الجنود
روسيا: نحو مليون جندي ومليونين في الاحتياط
في السنوات الأخيرة استثمر فلاديمير بوتين بكل قوة في الجيش الروسي الذي يعدّ واحدا من أقوى الجيوش في العالم، سواء من ناحية عدد قواته أو عتاده. فالجيش الروسي يأتي في مؤشر "غلوبال فايرباور" السنوي في المرتبة الثانية لأقوى جيش في العالم، يليه مباشرة الجيش الصيني، وبطبيعة الحال فإن الجيش الأمريكي هو صاحب المرتبة الأولى في هذا التصنيف.
وعند المقارنة مع الجيش الأوكراني فإن كفة الجيش الروسي هي الأرجح وبفارق كبير. ويقدر معظم الخبراء أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، وهناك أيضا قوات روسية أخرى في بيلاروسيا. ويصل الجيش الروسي هنا إلى عدد إجمالي يبلغ حوالي 280 ألف جندي، من مجموع القوات المسلحة الروسية البالغ عددها حوالي 900 ألف جندي. ويبلغ عدد جنود الاحتياط في روسيا نحو مليوني جندي.أوكرانيا: زيادة في عدد القوات واكتساب خبرة
رغم ذلك يرى خبراء عسكريون أن جنود أوكرانيا، بإمكانهم إظهار مقاومة شرسة للغزو الروسي وأن يتسببوا في خسائر فادحة للقوات الروسية. فالجيش الأوكراني الآن هو أفضل تجهيزًا واستعدادًا مما كان عليه في عام 2014، عندما ضمت روسيا ضم شبه جزيرة القرم بدون قتال.
ولدى الجيش الأوكراني 209 آلاف جندي وتهدف أوكرانيا إلى زيادة قواتها إلى 361 ألف جندي، وقد وقع الرئيس فولوديمير زيلينسكي مؤخرا مرسوما بذلك. وهناك أيضا حوالي 900 ألف جندي احتياطي ومقاتل لدى اتحادات تطوعية.
ومعظم الذكور البالغين في أوكرانيا لديهم على الأقل تدريب عسكري أساسي. وأكتسب الجيش أيضًا خبرة قتالية منذ عام 2014 في دونباس ويعتبر لديه دوافع كبيرة.
وقال وزير دفاع أوكرانيا أوليكسي ريزنيكوف اليوم الخميس إن أي شخص لديه الاستعداد والقدرة على حمل السلاح يمكنه الانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية، في الوقت الذي قالت فيه الشرطة الأوكرانية إنها ستوزع أسلحة على قدامى المحاربين.
وأصدر الجيش الأوكراني أمرا بتعبئة جنود الاحتياط أمس الأربعاء، وقالت القوات البرية الأوكرانية في رسالة على فيسبوك "سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما... التعبئة ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد".
ثانيا: ماذا عن العتاد العسكري لكلا البلدين؟
الميزانية العسكرية: بين عامي 2010 و 2020، ضاعفت أوكرانيا ثلاث مرات حجم الإنفاق الدفاعي لديها، وفي عام 2020، بلغت الميزانية العسكرية لكييف 4.3 مليار دولار، وارتفعت الآن إلى نحو 5.9 مليار دولار، وهذا يمثل نحو عُشر الميزانية العسكرية الروسية التي تبلغ 61.7 مليار دولار، طبقا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
مساعدات غربية لأوكرانيا
قامت دول غربية بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، حتى ولو لم يكن ذلك كافيا بالنسبة للحكومة في كييف. فقد قدمت الولايات المتحدة أكثر من 2.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ عام 2014 وقدمت لكييف زوارق دورية ومدرعات، وبنادق، وطائرات مسيرة وأنظمة رادار أو أجهزة للرؤية الليلية.
وأرسلت تركيا طائرات بدون طيار (طائرات بيرقدار) تم استخدامها ضد الانفصاليين في الشرق.
أما بريطانيا العظمى فقد مدت أوكرانيا بمدافع مضادة للدبابات ومتخصصين لتدريب القوات الأوكرانية إضافة إلى عربات مدرعة.
علاوة على ذلك هناك أيضا مساعدات عسكرية قدمتها دول البلطيق وجمهورية التشيك.
أما ألمانيا فقد استبعدت حتى الآن تسليم أسلحة، لكنها تشارك ماليا في التدريب وبناء المستشفيات الميدانية.الدفاع الجوي والحرب الالكترونية
ويعتبر الخبراء العسكريون الدفاع الجوي الأوكراني ضعيفا بشكل خاص، وبإمكان روسيا استخدام تفوقها في الحرب الإلكترونية وتعطيل الاتصالات في الجيش الأوكراني.
العتاد البري
تمتلك القوات الروسية حوالي 2840 دبابة، أي ثلاثة أضعاف تلك التي تملكها الجارة أوكرانيا. ويمكن لأوكرانيا الاعتماد على أسلحة خارقة للدروع، بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات من إنتاج الولايات المتحدة، وكذلك المدافع المضادة للطائرات، بحسب وكالة رويترز.
القوة البحرية
تمتلك روسيا 570 بارجة وسفينة حربية بما في ذلك 49 غواصة، بينما تمتلك أوكرانيا 24 سفينة حربية فقط وليس لديها غواصات، بناء على رسم بياني نشره موقع "تي أونلاين" الألماني، ذاكرا أنه نقله عن وكالة الأنباء الألمانية.
القوات الجوية
وبناء على الرسم البياني نفسه، تملك روسيا 1379 طائرة مقاتلة بينما تمتلك أوكرانيا 125 طائرة فقط.
السلاح النووي
لدى روسيا 6255 رأسا نووية، بينما لا تمتلك أوكرانيا أية رؤوس نووية، طبقا لموقع "تي أونلاين".
ص.ش/م.س (رويترز، د ب أ)