حركة التاريخ،
إن من فكّر في الكلمات التالية المنسوبة للرئيس الفرنسي الأسبق ديغول (1958) والحالي ماكرون (2022) سوف يدرك إلى أي مدى انكسرت فرنسا وتراجع فهمها وعقلها وتدبيرها،
- قال ديغول :
يوم 4 يونيو 1958 في الجزائر العاصمة، أمام الحشد الشعبي المطالب بالاستقلال: نعم، فهمتكم! Je vous ai compris!
- وقال:
يوم 26 أغشت 1958 في دكار أمام مظاهرة مطالبة بالاستقلال: "إذا كانوا يريدون الاستقلال فليأخذوه!".. S’ils veulent l’indépendance, qu’ils la prennent!
يومها، كانت فرنسا تمتلك من الدهاء وعناصر القوة الناعمة والصلبة ما تستطيع به المراوغة والاطلاء، وتقديم البدائل.
- 64 سنة بعد ذلك،
يقول مكرون:
في نوفمبر 2021 أمام الشعب المالي الغاضب وسلطاته: "مالي تحكمها طغمة انقلابية، لا شرعية لها".. Le Mali est gouverné par une junte militaire illégitime!
- ويقول في 17 فبراير 2022: "سنتخذ ما يلزم من عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية ضد من اغتصبوا السلطة في مالي. Nous prendrons les sanctions qui s’imposent contre ceux qui ont usurpé le pouvoir au Mali.
بهذا الخطاب السوقي، ظهر الإفلاس السياسي والأخلاقي، وسقطت أوراق التوت.
————————————————
ثم إن من فكّر في مواقف دول غرب إفريقيا 1958 و 2022 سوف يدرك إلى أي مدى تقدمت أفريقيا وازداد وعيها بضرورة إتمام عملية الاستقلال والتحرر من نفوذ المستعمر السابق.
* قالت :
- في سبتمبر 1958، باستثناء غينيا كوناكري : "نعم للاستقلال في ظل فرنسا". «Oui à «l’indépendance dans le cadre de la Communauté française.»
- وقالت نوفمبر 2021: لا! لا للغطرسة الفرنسية. وفي فبراير 2022: اخرجوا عنا! سنقوم بما يلزم لإنجاز الاستقلال الثاني .. الاستقلال الصادق".. Nous prendrons toutes les mesures qui s’imposent pour la conquête de la 2e indépendance.. la VRAIE! »
* قلنا نحن: نعم؛ هكذا التاريخ عندما يخطو إلى الأمام .. وإلى الأعلى!
تدوينة للوزير السابق ورئيس اللجنة المستقلة للانتخابات/ محمد فال ولد بلال