
تواصلت في موريتانيا أمس، تعليقات غاضبة لساسة ومدونين على مداخلة للأستاذ الشرقاوي الروداني القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، طالب فيها موريتانيا «بالاعتراف بمغربية الصحراء الغربية على غرار ما قامت به فرنسا وإسبانيا».
وكان الشرقاوي يتحدث في ندوة نظمها المرصد الأطلسي الساحلي للهجرة والمجتمعات حول الهجرة والأمن والتنمية في منطقة الساحل، بمشاركة خبراء من موريتانيا والمغرب وإسبانيا.
وأكد الشرقاوي في مداخلته المثيرة «أن الوضعية الجيوسياسية في المنطقة تتطلب من موريتانيا تبني رؤية استراتيجية، مع الأخذ بالتبصر والحزم فيما يتعلق بموقفها من الاعتراف بما سماه «مغربية الصحراء».
وأضاف النائب البرلماني المغربي السابق «أن ما سماه «المنطق الخبزي» هو ما يمنع من تسمية الأمور بأسمائها وتحديد مصدر التهديدات التي تواجه دول المغرب العربي والساحل»، متهماً «الجزائر بتهديد أمن المنطقة».
وتساءل القيادي في الحزب المحسوب على القصر الملكي، بتهكم، عما «إذا كانت موريتانيا قادرة على قبول وجود «دولة صحراوية وهمية»، حسب قوله، على حدودها الشمالية».
ولم يتقبل ساسة ومدونون موريتانيون حديث السياسي المغربي بهذه الطريقة وهو في قلب العاصمة نواكشوط، واعتبروه احتقاراً لموريتانيا، بل وأكد بعضهم أنه «لا يمكن لموريتاني أن يتحدث بهذا المنطق في حالة وجوده على التراب المغربي».
ودافع مدونون كثر عن رئيس المرصد الأطلسي الساحلي للهجرة والمجتمعات الإعلامي محمد الأمين خطاري، الذي انتقد البعض تمكينه للسياسي المغربي من الحديث عن موقف موريتانيا بالغ الحساسية من الصحراء الغربية، دون الرد عليه بصورة مباشرة. وأكد المدافعون عن «مرصد الأطلسي الساحلي للهجرة والمجتمعات، أنه من الطبيعي جداً أن تطرح خلال الندوات والنقاشات أفكار وتصورات لا تعكس بالضرورة وجهة نظر الجهة المنظمة ولا القائمين عليها».
لكن المنتقدين لم يقبلوا ذلك، فقد أكد المدون أبو محمد المامي مخاطباً المدافعين عن المركز: «ذلك لا يبرر سكوتكم عن وصف الدولة الصحراوية بـ «دويلة»، وتوجيه الأوامر للدولة الموريتانية بتغيير موقفها من القضية الصحراوية العادلة»، مضيفاً قوله: «يبدو أنكم أصبحتم تخجلون حتى من الرد على الاستفزازات المغربية من داخل الأراضي الموريتانية».
وعلق المدون أحمد طاهر قائلاً: «كان عليكم أن تظهروا للمغربي أن لهذا الوطن سيادة، ولكنكم لم تتكلموا وذلك ما سيظنه الطرطور ضعفاً»، حسب تعبير المدون.
وكتب محمد فال سيدنا: «على الإخوة المغاربة أن يفهموا أن المثقفين والصحافيين والمؤرخين الموريتانيين، منتشرون في الأراضي المغربية من شرقها إلى غربها، سياحة، ودراسةً، وضيوفاً على منتديات ومؤتمرات ومهرجانات؛ ولم ينبس واحدٌ منهم يوماً، في مؤتمر أو ندوة هناك، بما يثير اللغط في الشأن «المغاربي» أو ما يخالف رأي مستضيفيه، اعتباراً لهم واجتناباً للاصطدام بالرأي العام أو رؤية الدولة المغربية».
وقال إن «هذا «السلوك» راجح وحصيف بشأن هذه القضايا التي تبقى إثارتها في النوادي وعلى المنصات الإعلامية مجرد لغط وعبث وخلاف وتنابز لا يقدم في القضية ولا يؤخر، ذلك أنها شؤون تحكمها سياسات عليا ذات طابع سيادي لدى الدول والشعوب، وحلها في تقريب وجهات النظر بين الحكام، أما الشعوب فهي ذرية بعضها من بعض، وثقافات وتاريخ مشترك، فليقلدْ المغاربةُ إخوانَهم الموريتانيين في مثل هذا الاجتناب وعدم الخوض في مَثارات اللغط، ولتكن الدولة الموريتانية كالمملكة المغربية التي لديها قضايا «توقيفية» لا يثيرها أجنبي أو مغربي على الأراضي المغربية إلا وجد لذلك حدوداً بالمرصاد، أما الرأي الآخر فهو مقبول ممن يقبل الرأي الآخر، وقد أنصف القارةَ من راماها».
وممن انتقد تصريحات السياسي المغربي، المدون سيدي الحاج الصافي الذي كتب معلقاً عليها: «وجب التنبيه: أجنبي يجلس في نواكشوط ويضرب الطاولة ثم يقترح على الجمهورية الإسلامية الموريتانية ما يجب أن تفعله في قضية الصحراء، هذا كثير من التحدي ويجب ألا يمر حديث هذا المغربي مر الكرام، فنحن نعرف ما سنفعله ولا ننتظر رأياً من مغربي، ولا جزائري، ولا صحراوي ولا سنغالي، ولا مالي، ولا أي دولة أخرى».
وزاد: «أقول لوزارة الشؤون الخارجية ولوزارة الأولى إننا نقبل كل شيء، لكننا لا يمكننا أبداً أن نتنازل عن هيبة واحترام موريتانيا من طرف الأجانب»
القدس العربي