مرّ عليها رئيس الدولة مرورا عابرا..أسرة تغيرت حالتها من الفقر المدقع إلى الغنى

جمعة, 29/04/2022 - 17:55

كان "حاتم الأصم" رجل من كبار الصالحين ، وحنّ قلبه يوما للحج في سنة من السنوات لكنه لا يمتلك نفقة الحج ، ولا يستطيع السفر بل لا يجوز له الحج دون أن يؤمن  نفقة الأبناء

,فلما قرب موعد الحج ,رأته ابنته حزينا باكيا وكان يبدو عليها أمارات الصلاح..

فقالت له : ما يبكيك يا أبتاه؟

قال : لقد قرُب موسم الحج.

قالت : ومالك لا تحج؟

فقال : النفقة.

قالت : يرزقك الله.

قال : ونفقتكم؟

قالت : يرزقنا الله.

قال : لكن الأمر إلى أمك.

ذهبت البنت لتذكر أمها..

وفي النهاية قالت له الأم والأبناء : اذهب إلى الحج وسيرزقنا الله.

سافر وترك لهم نفقة 3 أيام ، وذهب هو إلى الحج وليس معه ما يكفيه من المال ، فكان يمشي خلف القافلة ،

وفي أول الطريق لسعت عقربٌ رئيسَ القافلة ، فسألوا من يقرأ عليه ويداويه ، فوجدوا حاتم الاصم ، فقرأ عليه فعافاه الله من ساعته.

فقال رئيس القافلة : نفقة ذهابك الى الحج ورجوعك ستكون علي من مالي الخاص.

فقال : اللهم هذا تدبيرك لي فأرني تدبيرك لأهل بيتي.

مرت الأيام الثلاثة ، وانتهت النفقة عند الأبناء ، وبدأ الجوع يقرصهم ، فبدءوا بلوم البنت وعتابها، بينما البنت تضحك!

فقالوا : ما يضحكك والجوع يوشك أن يقضي علينا؟!

فقالت : أبونا هذا رزاق أم آكل رزق؟

فقالوا : آكل رزق ؛ وإنما الرزاق هو الله.

فقالت : ذهب آكل الرزق وبقي الرزاق.

وأثناء حديثهم إذا بالباب يقرع ،

فقالوا : من بالباب؟

فقال الطارق : إن أمير المؤمنين يستسقيكم.

فملأت القربة بالماء ، وشرب الخليفة فوجد حلاوة عجيبة بالماء لم يعهدها!

فقال لحرسه : من أين أتيتم بالماء؟

قالوا : من بيت حاتم الاصم.

فقال : نادوه لأجازيه

فقالوا : هو في الحج.

فخلع أمير المؤمنين منطقته - وهي حزام من القماش الفاخر المرصع بالجواهر- ، وقال : هذه لهم.

ثم قال : من كان له عليّ يدٌ فليفعل كما فعلت - بمعنى«من يحبني»-

فخلع كل الوزراء والتجار مناطقهم وأعطوها لبيت حاتم وأبنائه،

فتكوم عدد كبير من المناطق ,فاشتراها أحد التجار بمال ملأ البيت ذهباً...يكفيهم حتى الموت ، وأعاد المناطق إلي أصحابها.

فاشتروا الطعام وهم يضحكون ,لكن البنت بكت بكاء شديدا!

فقالت لها الأم : أمرك عجيب يا ابنتي ؛ كنا نبكي من الجوع وأنت تضحكين ، أما وقد فرج الله علينا فمالك تبكين؟!

قالت البنت : هذا المخلوق الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا «الخليفة» نظر إلينا نظرة عطف أغنتنا إلى الموت ، فكيف بمالك الملك!

 

  

         

بحث