بعد أن دفع ثمن جنون هتلر في الماضي.. العالم على موعد مع جنون ترامب

سبت, 01/02/2025 - 11:28

هناك من قارن بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب وبين الزعيم الالماني النازي ادولف هتلر، وهي مقارنة في محلها، يمكن ان تدق ناقوس الخطر الذي يهدد العالم، للتشابه الغريب بين الشخصيتين، وكذلك للتشابه الغريب في تجاهل العالم لهما، والذي كلف وسيكلف العالم كثيرا.

تتحدث كتب التاريخ عن ان هتلر كان يرى في نفسه فيلسوفا عبقريا ومنقذا سينقد ألمانيا من ذل الهزيمة في الحرب العالمية الأولى، فبعد توليه السلطة سنة 1933، قدّم نفسه للشعب بأنه الزعيم الفيلسوف والمنقذ. وهذه النرجسية الحادة تتكرر وبشكل مقزز مع ترامب، الذي يرى نفسه السوبرمان المحاط بالعناية الالهية حيث قال بعد توليه الرئاسة :"على مدى السنوات الماضية، تعرضت للكثير من الاختبارات والتحديات.. قبل بضعة أشهر فقط.. اخترقت رصاصة أذني. لكنني شعرت آنذاك، والآن بشكل أكبر، أن حياتي أُنقذت لسبب ما. لقد أنقذني الرب لأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

هتلر وبعد ان اصبح زعيما لألمانيا، اتبع سياسة خارجية عدوانية للاستحواذ على الأراضي والدول المجاورة. وذكر هتلر في كتابه "كفاحي"، الذي نشر في عام 1925، أنه كان ينوي غزو أوروبا من اجل رفاه الشعب الالماني. ثم وضع هذه الأفكار موضع التنفيذ في سلسلة من عمليات الاستيلاء على أراضي الدول الاخرى.

 

ترامب وعلى خطى هتلر، اعلن عن نيته ضم كندا كولايه 51 من الولايات الامريكية، وفي حال رفضت سيفرض تعريفات جمركية باهظة على البضائع الكندية ومحاصرتها اقتصاديا، كما دعا للاستيلاء على جزيرة غريلاند الدنماركية في القطب الشمالي بشتى الطرق ومن ضمنها العسكرية، بذريعة الدفاع عن الامن القومي الامريكي. و هدد بالاستيلاء على مضيق بنما، بذريعة التمدد الصيني. وطالب بتغيير اسم خليج المكسيك الى خليج امريكا، وإعادة تسمية جبل دينالي، في ولاية ألاسكا الذي تعد قمته اعلى قمة في أميركا الشمالية، إلى جبل ماكينلي. وكانت قمة دينالي الشاهقة تسمى في السابق جبل ماكينلي، تكريما للرئيس الأميركي الأسبق وليام ماكينلي، ولكن الرئيس الأسبق باراك أوباما غير الاسم إلى دينالي، وهو اسمه الأصلي ليتضامن مع السكان الأصليين في ولاية ألاسكا.

 

عصبة الامم في حينها، لم تحرك ساكنا للوقوف في وجه جنون هتلر، وأثبتت انها عاجزة عن فعل شيء عندما يتعلق الأمر بمهاجمة الدول القوية للدول الأضعف. اما اليوم فمنظمة الامم المتحدة تعيد اليوم ذات موقف عصبة الامم، ازاء الدول التي تمتلك حق الفيتو، وعلى راسها امريكا، والتي تضرب بعرض الحائط بالقانون الدولي، عندما يتعلق الامر بمصالحها غير المشروعة في العالم، لذلك لم نر اي تحرك ، حتى في حدوده الدنيا، ازاء تصريحات ومواقف ترامب الجنونية.

 

اوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت ممثلة ببريطانيا وفرنسا، كانت ترتعد خوفا من هتلر، لذلك اعتمدت بريطانيا وفرنسا سياسة الترضية في التعامل مع هتلر ولم تقفان بوجه اطماعه، خوفا من تكرار تجربة الحرب العالمية الاولى. ولكن بريطانيا وفرنسا، ادركتا متاخرتين، ان سياسة الترضية لم تمنع هتلر من استعادة اقليم السار، وضم النمسا واقليم السوديت التشيكي. ولم تتخذ لندن وباريس موقفا حازما إلا بعد ان احتل هتلر بولندا في عام 1939، فاعلنتا الحرب على المانيا، وعندها احترقت اوروبا بنيران الحرب العالمية الثانية.

 

اليوم يقف العالم، وليس اوروبا فقط، ذات الموقف الخائف ولكن هذه المرة من ترامب، الذي لا يخفي طمعه بدول ومناطق شاسعة من العالم، ويهدد علنا بنهب وسلب ثروات الشعوب، بينما تتسابق اغلب انظمة العالم لإرضائه، خوفا من الوقوع في دائرة جنونه. لذلك فان كل الوقائع تشير الى ان الحرب العالمية الثالثة قد تنفجر بوجه العالم في اي لحظة، اذا ما كرر العالم مع ترامب ذات الخطأ الذي ارتكبه مع هتلر.

  

         

بحث