
الأزمات الخارجية المهددة للأوطان هي أهم وسيلة لالتحام المواطنين و تجاوز الصراعات الداخلية ..
و حين تستفحل الأزمات الداخلية لأي أسباب في أي بلد ، تقوم سلطاته أحيانا باختلاق أزمات خارجية لاستنهاض اللحمة الداخلية و تجاوز كل أسباب الخلافات..
مع نهاية الحرب الباردة و هيمنة القطب الواحد و تربع أمريكا على عرش أعتى قوة في العالم ، قامت السلطات الأمريكية باختلاق كذبة "غزو الفضاء" و ادعاء أن هناك عوالم خفية و كائنات فضائة تتربص بأمريكا . و أمرت هوليوود بتوجيه إنتاجها إلى ما يؤكد حقيقة هذه الكذبة ، فأنتجت الأخيرة (ID4) أي يوم الاستقلال ، الذي أبكى كل الأمريكيين ، ليقول وزير دفاعها آنذاك (سنة 1996 على ما أعتقد) ، إن على كل أمريكي الاحتفاظ بنسخة من هذا الفيلم العظيم في بيته ..
كما أنتجت هوليوود فيلم (Avatar) (و يطلق اسم "آفاتار" في الميتولوجيا الهندوسية ، على من ينزل من الآلهة إلى الأرض و يعيش بين الناس) ، الذي ملأ الدنيا و شغل الناس ..
و ما زلنا حتى الحين نعيش في طوفان أكاذيب هوليوود حول محاولات قدوم كائنات فضائية خارقة التطور ، تحاول غزو الأرض و الولايات المتحدة على وجه الخصوص . و الهدف الأوحد منها هو تضامن الشعب الأمريكي و تراص صفوفه في وجه أي خطر خارجي ..
و لا يهم اليوم من المسؤول عن اجتياح جحافل جراد المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا و تضامن قارة كاملة معهم و اتهام بلدنا من أقرب جيرانه بالإساءة إليهم و المساس بحقوقهم التي لو حصلوا علي عشرها في بلدانهم لما أتوا إلى بلدنا في هذا الزحف المنتحر ..
لا شك أن مآخذنا على تلك الاتفاقية لا تحصى و لا تعد و قد عبر الجميع عنها بأعلى صوت و بلا تحفظ ، لكن النظام ليس وحده المسؤول عن دخول جحافل المهاجرين بهذا الحجم المرعب ؛ فهناك المهربون و هناك من يؤوونهم و من يتسترون عليهم و من يتاجرون بقضيتهم و من يدافعون عن حقوقهم المزعومة و من يوفرون لهم أسباب البقاء بتشغيلهم و حمايتهم داخل بيوتهم ، لكن الأسوأ من هؤلاء جميعا هم من يعتبرون اجتياحهم للبلد نصرا عظيما سيغير ديموغرافية البلد لصالح ثلة من السينغاليين استوطنت هذا البلد من عدة عقود و أصبحت تطالب بالانفصال و الاستغلال الذاتي و كتابة لهجاتها و تعلن بصوت عال عدم احترامها لدستور البلد و عدم اعترافها بحقيقة أصولها و أصول أهله و أخرى من الخونة المحليين المتاجرين بأقدس قضايا الوطن!!
احتقار النائب السنيغالي لبلدنا و مطالبته بتشكيل لجنة برلمانية من بلده للتحقيق في ما يحدث في موريتانيا ليس جديدا و تحريض البعض على الانتقام من الجالية الموريتانية بنهب محلاتهم في السنيغال هو سلوك سينيغالي دائم لا يحتاج من يحرض عليه ..
إن ردنا الأوحد على النائب السنيغالي الجاهل و على المحرضين على نهب المحلات الموريتانية ، هو أن عليهم هذه المرة أن يحسبوا جيدا حساباتهم الخاطئة و أن يفهموا هذه المرة أن الأمورة إذا وصلت (لا قدر الله) إلى ذلك الحد ، لن تعود أبدًا بنسبة 1% مما كانت عليه . و أنصحهم أن يطرحوا هذا الأمر قبل التفكير فيه على رجال اقتصادهم لا على رجال سياسة المزايدات و الحملات البطولية الزائفة ..
موريتانيا شعب مسالم ، تجاوز الحدود في التساهل مع جيرانه لكن تحت رماد لا مبالاته جمرا ملتهبا ، يخسر كل حساباته من يستسهل عبور جحيمه ..
و لا نستغرب اليوم رقص افلام و إيرا على طبول مواجهات المهاجرين غير الشرعيين مع الأمن ، كما تعكس تصريحاتهم الخائنة و ما يبدون من نشوة لا تدل إلا على صغر عقولهم و نزق جهلهم ..
لن يكون الرئيس القادم بكل المعطيات، يا بيرام و لا الذي يليه و لا الذي يليهما ، إلا من الحزب الحاكم أو من الجيش أو منهما معا و لن يكون قطعا إلا من البيظان :
ـ لأن الحزب الحاكم هو الأقوى و الأرسخ و الأكثر أطرا و وسائل و حنكة ..
ـ لأن كل دول العالم المتطورة يحكما ضباط الجيش و أكثرها و على رأسهم أمريكا ، لا تقبل ترشح غير العسكريين القدامى أو من أدوا الخدمة العسكرية على الأقل (و هذا ما يجب أن نطالب بسنه في الحوار المرتقب) . و لأن من تسميه أنت "ضابط متقاعد" ، هو مجرد فرد من هذا المجتمع يملك كل حقوق المواطنة و يزيد عليها بشهادة خدمة لا تنال إلا بالتضحيات، من الطبيعي أن تزعج أمثالك من الخونة ..
ـ و لن يكون إلا من البيظان لأنهم أغلبية طاحنة بنسبة تتجاوز 85% و هذا هو قانون اللعبة الديمقراطية .
و لست ممن يرددون مفردات قاموس بيرام البائس ؛ فمن يفصل الحراطين عن البيظان هو بالضبط كمن يطالبنا بالتخلي عن لغة آبائنا و ترسيم لغة المستعمر !!؟
كل البيظان حراطين و كل الحراطين بيظان و كل من لا يرضيه ذلك من حقه الكامل أن يكون من يشاء .
وعلينا هنا أن نؤكد من جديد أن لا أحد غير الرئيس المنتخب من قبلهم ، يحق له أن يتكلم باسم البيظان و لا باسم الحراطين و لا باسم غيرهم .
آن للسلطات الموريتانية أن توقف هذه الفوضى التي يقود عصابتها بيرام و تيام صامبا و سار إبراهيما ، التي أصبحنا نصحو كل يوم على حفل مولود جديد لها ؛ خالي جالو ، بنت البرناوي ، ولد اكماش ، الحسن ولد آبه (…) ، أي فوضى هذه؟ من يمكن أن يقبلها على وجه الأرض غيرنا !؟ كيف وصلنا إلى هذا المستوى من الانحطاط حتى يتكلم فينا أمثال هؤلاء !؟
لم تتردد السنغال لحظةً في توقيف الصحفي السنيغالي عليو توب مدير موقع “سونوغال 24” ، بتهمة “التحريض على الكراهية العرقية .
فلماذا نسمح نحن لهذه الجماعات الجاهلة ، المتاجرة بكل شيء ، العميلة لكل الجهات المعادية لبلدنا ، المدافعة عن جرائم عزيز ، المعادية للدين و المجتمع ، المطالبة بترسيم لغة و ثقافة المستعمر ، المحرضة على العنف ، المطالبة بالانفصال ، المعادية للمجتمع ، الرافضة لثقافته ، المتحدية لشعور الجميع ، العاملة بكل توجيهات أعداء البلد على زعزعة استقراره و الإساءة إلى سمعته !؟؟
إلى متى نسمح نحن لهذه المافيا الجاهلة باحتلال المنابر و ما كان لأي منها أن يُمثِّل أي شيء في أي بلد آخر !!؟
كل دول العالم تعمل اليوم على تصحيح أخطائها و أكبر أخطاء بلدنا هي السماح لمثل هذه المافيا السوقية باعتلاء المنابر للحديث عن أي شيء : هذه عصابة من السوقيين ، الجهلة ، العنصريين ، الحاقدين و لا رأي للجاهل ، لا في السياسة و لا في أي شأن آخر .
على سلطات بلدنا أن تضع نهاية عاجلة و حاسمة لهذه الفوضى العارمة .
و ليكن ما يكون ..
و ليكن ما يكون ..
و ليكن ما يكون ..
سيدي علي بلعمش