![](https://eljewahir.com/sites/default/files/styles/large/public/field/image/images%20%282%29_131.jpeg?itok=j1APk9PP)
درس للمسافرين الدائمين:
احذروا من الركاب الودودين زيادة عن اللزوم
وهذه قصتي كنموذج :
في رحلة إلى دبي، جلستْ سيدة أكبر مني سناً بجانبي. وطلبت بأدب المساعدة في حمل أمتعتها، لكن رجلاً لطيفاً على الجانب الآخر من الممر ساعدها بدلاً مني.
ولأنني لست طويلة القامة، فأنا أتجنب دائما مقصورات الأمتعة العلوية كلما أمكن ذلك.
وبمجرد جلوسي، بدأت السيدة على الفور محادثة لطيفة وكانت ودودة جدا، وتجاذبنا أطراف الحديث طوال الرحلة. ومع ذلك، عندما بدأت الطائرة في النزول إلى مطار دبي، اشتكت السيدة فجأة من آلام شديدة في المعدة،وبسبب قلقي عليها، اتصلت بمضيفة الطيران، التي قدمت لها بعض المساعدة الأساسية ،ثم بدأت السيدة تناديني ب"ابنتي"، وهي تتشبث بيدي.
بدا الأمر وكأن الجميع افترضوا ،تلقائيا، أننا أقارب بالفعل.
وعندما هبطنا، أخرج الرجل، الذي ساعدني في وقت سابق، حقيبتها من الأعلى ونصحني بهدوء بالحفاظ على مسافة بيني وبينها ،لتوضيح الأمر لطاقم الطائرة بأننا لم نسافر معًا. وكان تحذيره لي لا يقدر بثمن.
سألني طاقم الطائرة عما إذا كنا مرتبطين، فأخبرتهم بحزم أننا التقينا للتو على متن الرحلة. وعندما نزلنا من الطائرة، توسلتْ إليّ أن أحمل عنها حقيبتها. ترددت، لكن الرجل أشار إليّ بقوة ألا أفعل ذلك ،حتى أنه مرر لي ورقة نصحني فيها أن أترك الطاقم يتعاملون معها.
شعرتُ بعدم الارتياح، لكني اتبعتُ نصيحته، وغادرت الطائرة، تاركة إياها تنتظر كرسيها المتحرك. وبعد دقائق، اندلعت الفوضى في الطائرة ،لقد غادرت الكرسي المتحرك، محاولة الهرب بحقائبها. وألقت شرطة المطار القبض عليها بسرعة.
لقد صدمتُ عندما بدأت في الصراخ، ووصفتني بـ "ابنتها" واتهمتني بالتخلي عنها. عندها أدركتُ الحقيقة المرة - لقد كانت تحمل مخدرات وتحاول توريطي.
لحسن الحظ، تقدم الرجل ليؤكد أننا غرباء عنها. ثم طلبت منها الشرطة أن تزودها باسمي الكامل، لكنها لم تستطع لأنني لم أذكره قط أمامها.
تم تفتيش أمتعتي بدقة وإزالة الغبار عنها بحثًا عن بصمات الأصابع، وكذلك أمتعتها. لم يتم العثور على أي صلة بيننا، وتمت تبرئتي في النهاية.
لقد علمتني هذه التجربة درسًا لا يقدر بثمن : لا تلمس أبدًا أمتعة أو مقتنيات أي شخص أثناء الرحلة أو في المطار، مهما بدا الطلب غير مؤذٍ.
أمتعتك مسؤوليتك، وأمتعتهم مسؤوليتهم أيضًا.
الآن، إذا لم يتمكن شخص ما من إدارة حجرة الأمتعة العلوية بالطائرة أو يحتاج إلى مساعدة، فأنا أوجهه إلى طاقم الطائرة دون تردد. قد تعتبر ذلك أمرًا غير لائق، لكنه في الواقع من أجل الحفاظ على الذات.
نصيحة للمسافرين: كن لطيفًا، ولكن كن دائمًا حذرًا - فقد تعتمد حياتك على ذلك.