رأى الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن انهيار نظام بشار الأسد يمثل نقطة تحول رئيسية في الشرق الأوسط. وقال في مقالة في صحيفة “نيويورك تايمز” إن هذا السقوط لا يقتصر على الداخل السوري، بل يمتد ليعيد تشكيل المشهد الإقليمي برمته، خاصة مع تراجع نفوذ إيران وشبكتها من الحلفاء، مضيفًا أن إسرائيل وجهت لإيران وحلفائها ضربة موازية لهزيمة حرب الأيام الستة، وأن هذا الانتصار سيكون له تداعيات كبرى على طهران، التي باتت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تسريع برنامجها النووي لحماية النظام، أو الدخول في صفقة جديدة مع الولايات المتحدة تتخلى فيها عن طموحاتها النووية.
وأشار فريدمان إلى تصريح الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي وصف فيه سوريا بأنها “ليست مشكلتنا”. ورد الكاتب على هذا بأن “سوريا هي حجر الزاوية في الشرق الأوسط، وأن انهيارها أشبه بجسر انهار، وعلى الجميع التعامل مع العواقب،وأن تجاهل الوضع السوري غير وارد، خاصة مع تواجد القوات الأمريكية في شرق البلاد.
ويطرح فريدمان في مقاله سؤالا مهما مفاده: من هم الثوار الذين سيطروا على سوريا؟ هل هم دعاة للديمقراطية التعددية، أم أن البلاد تتجه نحو نظام إسلامي متشدد؟
وعبّر فريدمان عن قلقه من أن تصبح سوريا بعد الأسد دولة تسيطر عليها ميليشيات خارجة عن السيطرة، مشبهًا وضعها بدول أخرى مثل ليبيا واليمن والعراق التي فشلت في تحقيق الاستقرار.
ويختم فريدمان مقاله بتوجيه رسالة للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والصين، مشددًا على أهمية التعاون لمواجهة الفوضى المتزايدة في العالم، ومضيفًا أن اللحظة الحالية تمثل اختبارًا للجميع: الولايات المتحدة، وإيران، والقوى الإقليمية، وحتى الصين، وأن الفوضى في سوريا ليست مجرد أزمة محلية، بل جزء من إعادة تشكيل نظام عالمي جديد.
الكاتب الامريكي توماس فريدمان