عقدت اللجنة المستقلة للانتخابات مؤتمرا صحفيا على لسان ناطقها الرسمي للكشف عن استعدادها المبهر لتسيير الانتخابات الرئاسية القادمة ولزيادة التوضيح عقب تداول تصريح رئيسها حول عملية تزوير الانتخابات وعدم مصداقية النتائج التي عقدت الوضع وألهبت الرأي بثبوت التزوير ، وذلك خلال ظهوره للرد على تلك التهم
بعد سنة على انقضاء العملية الانتخابية التي شابها ما شابها من خروقات وتهم بالتزوير كانت مجالا لطعون عديدة عند جهات الاختصاص، وكانت من الناحية السياسية مغمزا في المصداقية وسوء التنظيم ، وكانت من الناحية المهنية عودا على بدء ، وهكذا ظهر رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات ليؤكد الانطباع المتعلق بالخروقات ويثبت ما ذهب إليه الناس من أن الانتخابات لم تكن نزيهة ، بحيث ذهب في شرحه للموضوع إلى أنها سرقة لطيفة استهدفت الأصوات اللاغية والمحايدة من أحد المهنيين تلقى رشوة، في محاولة لإبعاد القصور عن اللجنة ووضعه في مكان سحيق ومعزول على الهامش ، في حين أنه في صلب العملية وفي المحصلة النهائية ، أي عقب جميع مراحل الفرز والجمع والتدقيق والتثبت والتمحيص فهل هذا الاعتراف هو الطريق الجديد لإعادة بناء الثقة المفقودة أم أنه عدم توفيق مرتبط بفقدان التوازن من ضغط المسؤولية. والحقيقة دائما أن المسؤولين في سن بايدن يطرح أمامهم نفس السؤال هل مازالوا يملكون القدرة على تسيير ملفات كبرى ؟ خاصة إذا كانوا أمام ترميم وضع لا ينفعه الترميم وأمام تسيير مرحلة كبيرة من تاريخ البلد ،عندها تكون مصداقية الاسم والتوقيع والطابع على أسفل الورقة مهدئة أو مؤججة لوضع محتدم ويكون القرار أو المسؤولية أكبر من الشخص نفسه ؟
إن السؤال الوجيه الذي يضع نفسه أمام هذه الحالة هو حول متى تم الحصول على هذه المعلومة ولماذا تأخر الإعلان عنها إلى اليوم وهل هي بادرة من رئيس اللجنة في جوف اللغط يراد بها تبرير انطباع لم ينفك عند السياسيين عن اللجنة وعن عدم مصداقيتها وعن حديث الرشوة والتزوير الممنهج بداخلها وبالتالي عدم مصداقية جميع مخرجاتها، وهل يكفي تصريح الداه الجديد على الشاشة الكبيرة من أجل إعطاء المعلومات "الفائقة الأهمية " لبناء ثقة جديدة في تسيير اللجنة لانتخابات ذات طابع تعددي خاصة تلك الحاسمة منها ، والتي تتميز بالخطورة خاصة إذا برزت منافسة جديدة من تحت رماد المعارضة بتأثير من التقلبات الملهمة بالقدرة على التغيير في الجوار فليس هناك من يريد تكرار أحداث 2019 التي نشر فيها الجيش في الشوارع قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات وتم فيها قطع الانترنت أسابيع خاصة عندما يكون تخوين و عجز اللجنة جاهز بناءا على الانتخابات السابقة ومستساغ ،رغم أن كل المؤشرات لحد الآن توحي أن غزواني ليس بحاجة لأي تزوير لكي يحسم النتائج في الشوط الأول .
نقلا عن موقع العلم