في مجلس قضائي مهيب بهذه البلاد وقبل ظهور الدولة بعقود تم جرح أحد الشهود بأنه : اعتاد مضغ الزرع أمام العامة وذلك في نزاع مستعص بين قبيلتين كبيرتين وقد احتج الطرف المضرور من هذا الجرح بأن مستند الجرح واه لكن القاضي بعد أن استوى في مجلس القضاء رفع صوته قائلا : نعم ذاك يجرح في هذه البلاد
وفي منتصف التسعينات زرت مرة العلامة أن ولد زين ولد الصفي – رحمه الله – في منزله العامر بدار النعيم وذلك في إطار بحث كنت اقوم به وقتها وفي نهاية مهمتي انتحى بي العلامة جانبا
وقال لي في إطار حضي على التعلم وإخلاص النصح لي “… انت نوعك أ منين إعود ما إوال أبواب اخليل إعود ما يشهد ”
استغربت حقا من تلك النصيحة التي تستبطن فتوى غريبة ..
ومع امتناني لجبة التكريم والتبجيل التي يريد العلامة أن يلبسني إياها إلا أنني أحسست ببعض الخوف على أهليتي فأنا في الواقع لست متأكدا وقتها من قدرتي على ترتيب أبواب اخليل
استحضرت ذلك وأنا اتابع التفاعل الواسع مع رقصة الشاب المدير العام ومالك البنك الموريتاني للتجارة الدولية
وهي رقصة تناولها القدح مرة والذم مرة من طرف الكثيرين باعتبارها سلوكا ماجنا مبتذلا يليق بمرتاد حانة لا بشخص يمتلك بالكاد المركز المالي الأول في البلاد وينتمي لعائلة الشرف والاستقامة
فيما افاض البعض في الدفاع عنها وكيل المديح لصاحبها باعتبارها تعبيرا عن تواضع نبيل وإنكار للذات ونزوع للبساطة بعيدا عن ذاك السلوك المتكبر المقيت الذي يجعل صاحبه يتعالى على خلق الله تحت شعار الرزانة الزائفة
فكرت في حجج الطرفين وفي مدارسهما واصدرت حكما سبق وأن اصدره أحد فقهاء هذه المنطقة في نازلة من تيمم لأن المتاح من الماء هو وعاء تحت نظر نسيب هذا المتيمم متعللا بأن المشقة القلبية مقدمة على المشقة البدنية ولا شيئ أشق من تناولك ماء تحت يد وبصر نسيبك
الفقيه المتصدر للفتوى في هذه النازلة استنكر تيمم المتيمم واصفا هذا المانع بأنه مانع واه لا قيمة له لكنه بعد صمت قصير قال وكأنه يناجي نفسه : .. وان بعد نختير أميه ماه ذيك.
رأي في رقصة المدير ../محمد مني غلا