المرحوم الصوفي يكتب هذه الرسالة(التفاصيل)

اثنين, 13/02/2023 - 22:04

المرحوم الصوفي يكتب

 

إلى كل الموريتانيين، بيضا وسودا، تحية طيبة ملؤها التقدير والاحترام..

 

وبعد؛

أكثر ما آلمني هو والدتي وحرقة فراقها المفاجئ وبكاؤها وعويلها وحسرتها، عشت داخل قلبها الممزق وكنت قطرات دموعها المنهمرة كنت أعيش آهاتها وزفراتها وأناتها، كنت هناك أفكر في حالها بعدي من سيضحكها من سيداعبها من سيحمل همها من سيحملها على الأكل والشراب والدواء من سينظفها وينظف أثوابها وفراشها من سيؤنسها بعد فقدان أعز الناس عليها..؟ 

كنت هناك حزينا في أحشاء زوجتي أداعب حمليهما وأطمئنهما أن أبناء شعبي الذي كنت صوته لن يخذلاهما..

كنت مع أبنائي وبناتي أطبطب من حيث لا يروني على أكتافهم وأمسح دموعهم وأهدئ مشاعرهم وأبشرهم أن من كنت صوتهم الجامع سيخلفونني فيهم بكل نفع ومسرة..

كنت مع أخواتي المكلومات وإخوتي المفجوعين، من سيداوي مريضهم بعدي؟ على من سيجتمعون وفي أي بيت؟ إلى من سيشكون أتراحهم ويطلبون حوائجهم؟ من سيسوي خلافاتهم ويداوي جراحاتهم؟

كنت مع الجيران والأهل والأحبة والأصدقاء أراقب صدمتهم وأستمع إلى مشاعرهم الطيبة ودعواتهم الصالحة وشهاداتهم المزكاة..

كنت على ثقة من صدق توجهي وفلسفتي السياسية الاجتماعية الوحدوية التنويرية غير الصدامية، حتى وأنا أتعرض للضرب والتنكيل والقهر والظلم في المفوضية، كانت الضربات ملونة..

كنت هناك مستبشرا عندما علم رئيس الجمهورية بالجريمة وكيف تصرف بسرعة وأصدر أوامره بالتحقيق الشفاف ومعاقبة الجناة مهما كانوا دون هوادة..

كنت هناك مع وزير الصحة في سفره راجعا مستعجلا ليشرف بنفسه على تشكيل فريق مهني متنوع لاستخراج الأدلة القاطعة على جريمة قتلي.. 

كنت أتنفس الصعداء تحت قواطع التشريح لأن الأيادي الخيرة هذه المرة ملونة تبحث عن الحقيقة..

كنت أراقب مشاعر بعضهم أسى وتحسرا علي وهم يقطعون جسدي ليكتبوا تقريرهم العادل المهني..

 

شعبي العزيز؟

ماذا لو كنت داعي فتنة؟ ماذا لو كنت ممن يوزعون العداوات ويزعون البغضاء بين سواد العين وبياضها؟ ماذا سيكون موقف الناس من بعدي وموقف الرب مني يوم لا ينفع مال ولا بنين؟

فليعتبر دعاة الفتنة والشر، حيث لا تنفع اللايكات والمتابعون، فاعتبروا يا أولي الأبصار.. 

 

شعبي العزيز، أحبتي؛ 

لقد سرني كثيرا تعاطفكم معي بكل أطيافكم، توحدت حولي الموالاة والمعارضة، اللهم إذا استثنينا بعض المنظمات الحقوقية التي كان يفترض بها أن تكون سباقة للوقوف مع قضيتي لكنها مع الأسف لم تفعل لأن ملفي لا سمسرة فيه.

إن الهبة الشعبية التي هبت لنصرتي لخير دليل على ما كنت أنادي به دوما، ألم يكن البيض أكثر نصرة؟ ألم يقد رئيس الجمهورية بنفسه مسيرة إنصافي؟ ألم يقطع وزير الصحة عطلته للإشراف بنفسه على عدالة تشريحي؟ ألم يتم استنفار العدالة في عطلة الأسبوع لتباشر التحقيق؟ ألم ينصفني الأطباء في تقريرهم؟ ألم يشرك ذوي في تفاصيل الإشراف على إعداد التقرير الطبي؟ ألم يوقف المشتبه بهم فورا؟ ألم يهلهل الشعراء رثاء وتمجيدا ودعاء؟ ألم يتضامن العلماء في خرجاتهم معي؟ ألم تتقاطر الوفود أبيضها يسبق ملونها للتعزية والمواساة؟ ألم يتسابق التجار للتكفل بعيالي بعدي؟

إخوتي، أهلي، شريحتي، أبناء وطني، هذه النتيجة مصداق طرحي وفلسفتي الوحدوية فتشبثوا بالسلم والأخوة والمحبة، فنحن جميعا إخوة في الدين والدم والثقافة والوطن، وأي صوت نشاز تجارة مفلسة مدمرة يخيب المغرر به فيها عند أول محطة فيكتشف زيف سرابها وينكشف سر نذير سوئها التخريبي.

حذار من الفتنة أو اتخاذ ملفي مطية للشحن الشرائحي، أعدائي ومن كنت أكشف زيف مشاريعهم هم من يشيطنون المحققين هم من يسعون للإثارة لمآربهم الدنيئة ويأبى الله، فكما كنت داعي سلم وأنا صوت الشعب، أقسم عليكم أن تتحصنوا وتبتعدوا عن دعاة الفتنة وأنا عند الرب..

فثقتي بالله وبعدالة قضيتي وهبة شعبي غير المسبوقة وحكمة الرئيس والحكومة تكفي للأخذ بثأري بطريقة شرعية وثوابي أولا وأخيرا عند الله فلا تحرموني بالفتنة من الثواب.

 

أخوكم صوت الشعب

الدكتور محمد سالم جدو

  

         

بحث