الوزير ولد مرزوگ يثير استغراب الموريتانيين بعد تصريحه الأخير

اثنين, 01/08/2022 - 22:11

قوبلت تغريدة تحليلية تنبأ فيها محمد سالم مرزوق وزير الخارجية الموريتاني بحدوث اضطرابات، وبتحول عميق سيشهده العالم، باستغراب كبير في الأوساط السياسية الموريتانية ليس لصدورها عن وزير يقود الديبلوماسية التي يجب أن تلزم الصمت فحسب، بل لكونها تضمنت توقعات خطيرة واضطرابات خلال الأشهر الباقية من عام 2022، لم يحدد الوزير ما إذا كانت تخص موريتانيا أم العالم كله.

وكتب الوزير ولد مرزوق على حسابه في تويتر “كما سيكون عام 2022 أيضًا عام تعديل جيواستراتيجي عميق، لا أحد يستطيع توقع ما سيحدث فيه مستقبلا”.

وقال “يجب على كل دولة الاستعداد له من خلال تحسين قدرتها على تحمل الاضطرابات المحتملة”.


هذه التغريدة، شغلت المحللين داخل مجموعات الواتساب المخصصة للسياسة التي تدوولت فيها على نطاق واسع، كما توقف عندها بالتحليل موقع “مدار” الموريتاني الاستقصائي المستقل.

وأكد موقع “مدار” في تحليله “أن ولد مرزوق أكد في خرجته الجديدة التي جاءت من بوابة صفحته على تويتر ألا أحد يستطيع توقع ما سيحدث مستقبلا”، وطالب ولد مرزوق ضمنيا القائمين على الأمور “بالاستعداد الجيد لما أسماه بالاضطرابات المحتملة”.

وأضاف الموقع “في 31 من مارس الماضي، أحيل ولد مرزوق الحاصل دكتوراه في الجيوفيزياء، أي “علم طبيعة الأرض” أو بصيغة أخرى “علم دراسة طبقات الأرض الباطنية”، أحيل في آخر لحظة إلى منصب وزير الخارجية، قادما من وزارة الداخلية بعد ما قيل إنها مغاضبة قام بها بعد إبلاغه بقرار إبعاده من التشكيلة الوزارية”.

وتابع “استلم الرجل دفة وزارة الخارجية في وضعية جيوسياسية معقدة إقليميا، ودوليا، ووفق مصدر في الخارجية فقد انعكس مزاج الرجل لحظة تسلمه للمنصب، على أداء القطاع بصفة عامة، حيث اكتفى بالتفرج على أحداث لها بعدها الاستراتيجي، وفقد روح المبادرة، مكتفيا بزيارات بروتوكولية، مبرمجة مسبقا بحسب طبيعتها التي تفرض مشاركة البلاد فيها”.

وحسب مصدر فضل حجب هويته، يضيف موقع “مدار”، فقد شكل رفض السفارة الأمريكية منح تأشيرة للوزير بعد تلقيه دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر تنظمه وزارة الخارجية الأمريكية في نيويورك، لحظة صعبة في حياة الرجل انعكست هي الأخرى على نظرته للقطاع، وتحدث المصدر عن ردة فعل لم تكن دبلوماسية اتجاه السفارة الأمريكية في نواكشوط.


وتابع الموقع تحليله قائلا “أمور كثيرة متتالية واجهت ولد مرزوق منذ اللحظة الأولى لتسلمه وزارة الخارجية جعلته ينظر للتحديات التقليدية التي تواجه وزراء الخارجية بعين غير دبلوماسية، فالرجل الذي تحدثت مصادر “مدار” عن مغادرته للمنصب في تعديل تم تأجيله مرتين، بات يركز في خرجاته على ما يبرز مكانته السياسية بعد ما أبعده تقرير مسرب عن وزارة الداخلية”.

وزاد “يشير أغلب المراقبين إلى أن الدبلوماسية الموريتانية تفتقد لكثير من التركيز بفعل الممسكين المباشرين، ورغم التعليمات والجهود التي يبذلها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للدفع بالقطاع نحو لعب أدواره المحورية، فقد شهد خلال الأشهر الأخيرة تراجعا كبيرا، وتفرجا غريبا على الأحداث المضطربة التي تحيط بالبلد، وحدها زيارة يتيمة إلى باماكو بأمر مباشر من رئيس الجمهورية بعد إعلان جمهورية مالي الانسحاب من مجموعة دول الساحل الخمس، لم يتسرب عنها الكثير، وباتت طي النسيان بعد تحرك دبلوماسي معلن من طرف الدولة التشادية، مدعوما من رجل المجموعة القوي محمد بازوم، فعين المسؤول الأول في الدبلوماسية الموريتانية تتجه لضرورة التركيز على تحسين الظروف، أو المحافظة على ما هو قائم، حتى نتجنب الاضطرابات المحتملة، صعبة التوقع في الآن ذاته”، وفق تعبيره.


وأضاف الموقع “لم تحدد موريتانيا حتى الآن ما تريد في ظل صراع معلن بين الروس والغرب في محيطها الضيق، وبات واضحا أن أعين الكبار اتجهت نحو النيجر والسنغال بعد المغرب والجزائر، فأصبحت سماء نواكشوط مجرد معبر لطائرات الوفود العالمية المتجهة إلى داكار والجزائر، ومالي، والمغرب، وكأن البلاد مجرد نقطة عمياء في جوف الصحراء”.

وتابع “حتى زيارة المستشار السياسي لوزير الخارجية الأمريكي التي راهن عليها ولد مرزوق كإنجاز شخصي ضاعت، كباقي الفرص الدبلوماسية المتاحة، في الطريق بين داكار ونواكشوط”.

وطرح موقع “مدار” سؤالا عن المصالح الموريتانية في صف من؟، ليجيب عنه قائلا “يرى أغلب المراقبين أن التفرج في الدبلوماسية هو أسوا خيار تتخذ الدول، والحياد بطبعه ضعف، وإن كان ما يسمى بالحياد الإيجابي في مسألة الصحراء مفيدا من وجهة نظر البعض للبلد، فإن التساؤل مشروع حول ما إذا كان ذلك خيارا سليما في بيئة دولية يطبعها الاستقطاب”.

وخلص موقع “مدار” للقول “يرى أغلب المراقبين أن موريتانيا حسمت أمرها في الأشهر الأخيرة وقررت البقاء تحت مظلة فرنسا في المنطقة، وهو ما حد من قدرتها على المناورة ولعب أدوار محورية في الأزمات التي عرفتها دول الساحل الخمس، وخاصة دولة مالي التي قرر الضباط فيها طرد فرنسا من أراضيهم، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول جدوى البقاء ضمن أجندة فرنسا في منطقة باتت تتراجع فيها أمام الزحف الروسي الأمريكي عليها”.

وختم موقع “مدار”، بالتساؤل عما يقف وراء تغريدة الوزير مرزوق قائلا “هل غرد ولد مرزوق بعين وزير الخارجية الموريتاني، أم بعين الباحث عن البقاء في التشكيلة الحكومية؟”.

 

عن / القدس العربي

  

         

بحث