اختراق سياسي بنكهة وطنية(بيرام في ضيافة أهل الشيخ سيديّا) صورة

جمعة, 16/07/2021 - 13:26

اختراق سياسي

بنكهة وطنية

 

أقام رجل الدولة ورجل القانون، المحامي والوزير السابق (عدة مرات) وأحد أبرز الوجهاء والأعيان في منطقة بوتلميت وولاية اترارزة عموما، الأستاذ أحمد كلي ولد الشيخ سيديّ، مأدبة حافلة للنائب البرلماني والزعيم السياسي بيرام الداه عبيد، أمس الخميس (2021/07/15)، خلال زيارة الأخير له في حاضرة "عين السلامة" شمال مدينة بوتلميت، وبحضور حشد كبير من وجوه المنطقة ومن الأطر والنشطاء السياسيين، من مختلف الفئات والأعمار ومن الشباب خاصة.

جاءت الزيارة بمبادرة من النائب بيرام، وتلقاها الأستاذ أحمد كلي بالقبول وبالغ الترحيب، ليس من منطلق واجب إكرام الضيف ومقتضيات الروابط الاجتماعية (باعتبار أن بيرام من أبناء المنطقة ونفس المجموعة الاجتماعية) فحسب، وإنما - كذلك - لما يحمله مثل هذا اللقاء من مضامين ودلالات سياسية، تخدم الوحدة الوطنية والتٱلف الاجتماعي وتعزز اللُّحمة بين مختلف فئات المجتمع ومكوناته، وتنسجم مع النهج العام للدولة، الذي تبناه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب ترشحه، ويعمل على تجسيده منذ توليه الرئاسة عام 2019، ويلقى تجاوبا كبيرا من عموم الطيف السياسي الوطني بما في ذلك النائب والمرشح الرئاسي السابق بيرام.

لكن هذا النهج التوافقي والتصالحي القائم على أساس التكليف الشرعي بإصلاح ذات البين والألفة بين المسلمين، عملا بالحديث الشريف: "مثل المسلمين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.."، هو نهج متأصل في الإرث التاريخي السياسي والديني والاجتماعي لمدينة بوتلميت على مدى مئتي عام، منذ بداية تأسيسها على يد الشيخ سيديّ الكبير في أواخر القرن التاسع عشر (1827/28)، وقد عرفت بذلك ويشهد لها به معظم الموريتانيين ممن لا يكتمون الشهادة.

وقد يجد هذا اللقاء معارضين أو مشككين، خاصة من "سجناء" المواقف الآنية والمرحلية (وما أكثرهم)، الذين لا يعترفون بديناميكية الحياة وحركيتها، وطبيعة المواقف السياسية المحكومة، حتما، بتغير المصالح والمعطيات والمناخات السياسية والاجتماعية.. وكأن هؤلاء ينسون أو يتناسون أن خالد ابن الوليد حارب الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى أهم وأشرس المعارك الإسلامية ضد الشرك والمشركين؛ غزوة أحد التي قتل فيها سيد الشهداء وعم الرسول حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم أسلم خالد بعد ذلك وأصبح "سيف الله المسلول" كما لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم..

ومهما تكن المواقف، مؤيدة أو معارضة أو مشككة، فقد تحقق اللقاء بود صادق وحفاوة بالغة، وحقق اختراقا سياسيا غير مسبوق، وبنكهة وطنية تٱلفية لا شك أنها ستنعكس إيجابا على المناخ السياسي والاجتماعي الوطني، على المديين القريب والبعيد، بما يخدم الوئام الاجتماعي والتصالح الوطني مع الذات ومع الآخر الشريك في الوطن وفي المصير الواحد.

 

من صفحة الاستاذ/ عبد الله إسحاق (Altilimity)

 

       

بحث