![](https://eljewahir.com/sites/default/files/styles/large/public/field/image/8889998.jpg?itok=RHp4yURV)
ثلاث مواقف شدت انتباھي عند المرحوم محمد یحظیه ول ابرید اللیل ، وھي لا تتوفر لكثیر من العظماء، الذین أحسبه من ابرزھم، فلا اتكلم ھنا عن أخلاقه الحمیدة فتلك مسلمات عند المرحوم خصه الله بھا ، ولا عن عنایته بالعلماء فتشییده لمساكن طلاب المحاظر في بلغربان وتندغماجك ومحظرة اھل التاه وغیرھا ، عندما كان والیا في روصو ثمانینیات القرن الماضي ، والتي ماتزال بارزة للعیان، یمكن اعتبارھا سلوكا غیر مألوف عند من سبقوه ولا من جاءوا بعد ذلك ، بالأسلوب المعاش الآن عند اغلب الولاة .
عرفت محمد یحظیه ول ابرید اللیل في أول لقاء جمعني وإیاه بدایة تسعینیات القرن الماضي عندما كنت ضمن مجموعة من ضباط شرطة المباحث ( امن الدولة ) ، وكنا مكلفین في إطار عملنا بالاستماع إلى مجموعة كبیرة من خیرة أطر الوطن، یكفیك أن من بینھم المرحوم محمد یحظیه والنائب والعالم والأدیب الخلیل النحوي ( حفظه الله وأطال عمره ) وغیرھم..... وعلي الرغم من الظروف الصعبة التي وجدنا فیھا المرحوم محمد یحظیه( وقد استنكرتھا آنذاك أشد الاستنكار) ، فقد كان المرحوم صلبا جلدا واثقا من نفسه یجیب على كل سؤال اجابة صادقة بلا تلعثم وبكل حضور..
أما اللقاء الثاني فكان في مكتبه الفخم بالأمانة الدائمة للجنة العسكریة ، ذلك عند ما كنت مفوضا مركزیا مكلفا بإدارة امن منطقة انواكشوط........ .
أما اللقاء الثالث والأخیر فتم في مكتب المرحوم محمد یحظیه، عند ما كان مدیرا عاما للخطوط الجویة الموریتانیة، والغریب اني لم ألاحظ اي فرق في توازن الرجل في الأماكن الثلاثة ، وكانت مواقفه تتسم بالھدوء وحسن الاستماع. .
رحم الله الطود الشامخ محمد یحظیه ول ابرید اللیل ، وأسكنه فسیح جناته وألھم ذویه الصبر والسلوان، وانا لله وانا الیه راجعون
البقاء لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله علیه وسلم
محمد محمود ولد الشیخ الحسن/وجیه من ولایة الترارزة/ المدیر العام السابق للمدرسة الوطنیة للشر