يومٌ فيه خطب لمرابط الحاج ولد فَحْفُو -رحمه الله-من منبر المسجد العتيق بكرو فوعظ فأبكى و دعا فاستُجِيبَ له.

كتب الدكتور محمد الأمسَمِيُّ

مشاهدة وبحضور:

حضرنا مع المرابط الحاج رحمه الله لصلاة الجمعة في جامع كرو الوحيد آنذاك عام 1973م وتخلف الخطيب فاقترب المؤذن من المرابط الحاج وهمس له بأن الإمام غائب وأن الانتظار لحضوره قد طال - فهمت هذا من نبرة المرابط عندما رفع صوته كالرافض- إلا أنه استجاب وصعد المنبر، وما هي إلا كلمات مباركة قليلة وذكر آية أو حديث وترتفع الأصوات بالبكاء والنشيج الذي سيطر على المصلين ؛ ثم كان الوقت آخر الصيف واشتداد الحر فدعى المرابط بأحاديث مأثورة في الاستسقاء؛ فوالله الذي لا إله إلا هو إن المطر نزل بقوة وهو على المنبر؛ وزاحمنا المصلون في براحة المسجد وحوشه حتى وقفنا من شدة الزحام؛ فنزل وصلى بنا ثم خرجنا والماء يملأ الشوارع؛ ولم يبلغنا عن سرعة استجابة الله لأحد من أوليائه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك المشهد، فرحم الله المرابط الحاج رحمة أوليائه الصالحين؛ وعباده المخلصين؛ وثبت الله له ما أنفقه من وقت في نشر العلم الصحيح وقيام الليل في كل الفصول؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

من صفحة المدونة/ الريم الصنهاجي