قصة اليوم عن شاب حاول الهروب من جور العالم ومما امتلأ به العالم من اخلاقيات سيئة وأمور اصبحت اكبر من طاقته التي نفذت ولم يعد في قوس الصبر منزع لتحمل الناس.
يقول هذا الشاب وهو يروي قصته :
إسمي الحسين وابلغ من العمر ثلاثين عامًا، ولكي أبتعد عن هذا العالم واهله وقسوتهم وخداعهم، اخترت أن أعمل بين الموتى، فلن يخرج ميت ويخدعني أو يكذب علي، لذا عملت حارسا لإحدى المقابر وكم كانت الحياة تمر هادئة ممتعة، فمنذ أن استلمت عملي في المقابر كان عندما يحل الليل يتحول المكان إلى روضة فواحة إذ يعم المكان روائح طيبة لم أشم مثلها من قبل كما اسمع أصواتا جميلة تردد كلمات جميلة كما كانت بعض القبور يشع منها الضوء، وكم كنت أشعر بالراحة والسكينة وانا أتجول بين تلك القبور وأتمنى ان يستمر الوقت إلى ما لا نهاية.
لكن دوام الحال من المحال إذ أنه بين ليلة وضحاها، تحول هذا المكان المريح لنفسي والذي يبعث الطمأنينة فيها إلى حفرة من الجحيم، كل ذلك حدث بعد دفن جثة لميت كانت جنازته بطيئة جدًا مما أثار ريبتي وأصابني بحالة من الرهبة ، وبعد انتهاء الدفن ،وعندما حل المساء لم يحدث ما اعتدت عليه ،لقد اختفت الرائحة الزكية والأصوات الجميلة، وفجأة جاءت تلك الصرخة، إنها صدرت من القبر الجديد وكانت صرخة مفزعة حتى انني هربت واختبأت بغرفتي.
وجالت بخاطري فكرة رهيبة ، إذ يمكن أن لا يكون صاحب الجثمان ميتا، فذهبت وفتحت القبر.
ما هذا؟
الجثة سوداء، مما افزعني، فهممت بإغلاق القبر، لكن الجثة تمسكت بي، فبدأت في الصراخ إلى أن فقدت الوعي ولم أستيقظ إلا على صوت الآذان ولم أجد الجثة.
مرت بضعة اشهر بعد هذه الحاثة، وفجأة سمعت هذا الصوت المفزع مرة أخرى، وعلى باب غرفتي كانت تقف، إنها الجثة نفسها التى اختفت وكانت تطلق ضحكة شيطانية يتردد صداها في جميع الاركان، مما جعل ابواب القبور تفتح والغرفة تتهدم والجثة تحدثني لقد حان وقتك لتصبح مثلي شئت أم ابيت، فهربت ولكن تحولت المقابر إلى سجن محاط بسور حديدي ظللت حبيسه.
وعندما حل المساء عادت تلك الجثة وطلبت مني السجود فرفضت فضربتني، وعندما حاولت قراءة القرآن لم أتمكن، ومع ضرباته كسر قبر آخر كتب عليه الملعونة فخرجت منه انثي بشعة المنظر ومع صرختها خرج كل من في القبور ما عدا القبر الذي كان يشع منه النور فذهبت واحتميت به، فسمعت هذا الصوت العذب يطمأنني بأن الله معي، ثم تزاوجت تلك الملعونة مع الجثة وانجبا طفلا بشع الخلقة وطار عاليا ثم عاد قويا وحدثت معركة بينه وبين الجثة الأولي ودفعها في بوابة ملتهبة ومعه تلك الأنثى وعاد إلي ليجبرني على السجود إليه فاحتميت ثانية بالقبر المضيء فخرج منه رجل كبير مع أجنحة ودخل بي الى القبر، ثم بدأ صراع بيني وبين هذا المسخ إلا إنه كان قويا فأسقطني وهنا رأيت طفلا يقول إنه ابني ومعه امرأة هي زوجتي ودفعني للقيام وبدأت اعود للصراع وغلبت ثانية وفجأة شق المسخ نصفين فقد قتله طفلي فعادت كل الجثث إلى اماكنها مع اشتعال القبور ودوي صرخات مرعبة أما أنا فقد فقدت السمع والبصر فأخذ شيخ بيدي حتى المسجد لأصلي.
وبعد الصلاة بدأت أرى وأسمع، لكن ذلك الشبح البشع مازال حيا وما زال يطاردني ويحاول قتلى الى الان.
نصيحة أوجهها لكم : ابتعدوا عن عالم المقابر فإنها مسكونة بالعفاريت والجان.
هذه القصة المخيفة منقولة من إحدى الصحف التي روتها