روى أحد الثقات "لوكالة الجواهر" أن أول جريمة قتل تتم "ذبحا بالسكين" في الحوض الشرقي كانت بمثابة مأساة حقيقية , سواء لسببها أو للطريقة البشعة التي نُفذتت بها أو لعواقبها وعقوبتها فيما بعد.
كان ذلك مع نهاية عقد الستينات في القرن الماضي , حين قدِم رجل على راحلته الى أحد الآبار "معطن" التابعة لمقاطعة تمبدغة يلبس جلبابا رماديا ويَدّعي انه أحد أفراد الحرس الوطني , وانه جاء للقبض على لص متهم بالسرقة ولديه أوامر من رئيس فرقة الحرس بذلك.
وكان اللص "المزعوم" متواجدا في تلك اللحظات عند نفس البئر لسقاية قطيع من الابل يمتلكه.
"الحرسي" المزعوم , طلب من رجال البدو الحاضرين مساعدته في القبض على اللص وهددهم في حالة الامتناع بإبلاغ الادارة والدرك بذلك , فما كان من بعضهم الا أن انصاع لتهديده وقام بمساعدته , وأوثقو الرجل معه بالحبال وأردفوه خلف الراحلة رغم توسله اليهم بألا يفعلوا وبأن الرجل خصمٌ له وليس حرسيا , وأنه ما جاء الا ليقتله , لكن أحدا منهم لم يصغِ الى توسله وصراخه.
لم يذهب الرجل بعيدا عن المكان حتى أناخ راحلته وقتل غريمه شر قتلة ثم حاول التخلص من جثته بإشعال النار فيها ليلا.
وفي صباح اليوم التالي اكتشف بعض الرعاة ان النار التي رأوها ليلة البارحة لم تكن الا من أجل حرق الجثة ومحاولة طمس معالمها , فأبلغوا السلطات , وتم إلقاء القبض عليه وعلى مَن ساعدوه على ارتكاب جريمته.
وفي التحقيقات , اعترف بأن سبب قتله للرجل هو الغيرة , فقد قيل له إنه يتردد على "زوجته" أثناء غيابه , وزعم انه حذره عدة مرات لكنه لم يرتدع.
لذلك قرر أن يستعمل حيلة حتى يتمكن منه وينتقم لنفسه ,لأنه يعلم علم اليقين انه لا يستطيع مواجهته منفردا , وبعد أن ساعده الرجال الذين أوهمهم بأنه عسكري ذهب الى مكان غير بعيد , وفي سِقطِ تلّةٍ رملية كبيرة ,قام بذبحه وهو مقيد اليدين والرجلين ,وفصل رأسه عن جسده .
وأضاف أن الرأس تحركت بعد قطعها وأخرج اللسان أصواتا مختلطة غير مفهومة مما جعله يفزع من المنظر ويفكر في كيفية التخلص من الجثة , فانتظر حتى هبط الظلام وقام بتأجيج نار كبيرة ووضع الجثة والرأس في الحفرة حتى احترقتا بالكامل وأهالَ التراب عليهما , لكن الله اراد أن يفضح أمره , حيث اكتشف بعض الرعاة آثار الجريمة وبحثوا عنها حتى أخرجوا بقايا الجثة والرأس.
المجرم حُكم عليه بالسجن المؤبد مع الاعمال الشاقة , وقيل إنه مات في محبسه في مدينة النعمة بعد سنوات طويلة في غياهب زنزانته.
ملاحظة : تتحفظ الجواهر على الاسماء لأن أصحابها كلهم الآن باتوا بين يدي عزيز مقتدر ,لكن بعض شهود الجريمة ما زالوا على قيد الحياة.
تنبيه : هذه إعادة ثانية لنشر القصة