كلمات سمعها الدكتور عبد الله من طفل صغير جعلته يخجل من نفسه

خميس, 03/10/2019 - 19:57

كان الأستاذ عبد الله - أطال الله عمره - كثير السفر ،يتنقل بين عواصم العالم ،لا يكاد يمر عليه أسبوع الا وهو في الجو او في مطار من المطارات ينتظر رحلة او قادم لتوه من رحلة ،نظرا لطبيعة عمله التي تتطلب السفر الدائم والحضور للمؤتمرات العلمية ،بالاضافة لكونه عضوا في العديد من المنظمات والجمعيات الاقليمية والدولية.

وقد عُرف عن الاستاذ عبد الله أيضا حبه الشديد لاستكشاف كل جديد والتحدث في كل شأن والحديث مع أي انسان يقابله ،وبمعنى آخر "كان من أهل لغبه لكبار". 
وفي هذا الإطار، يأتي حديث عبد الله اليوم لموقع "الجواهر" عن إحدى أهم رحلاته التي ما تزال عالقة بذهنه، وما يتسبب فيه "لغبه" أحيانا من إحراج ,فيقول :

كنت - ذات مرة - في قاعة الانتظار بمطار شارل ديغول في باريس أنتظر الرحلة التي سأعود فيها الى موريتانيا ،حين جلس بجانبي أفراد أسرة وصلوا للتو ,يتحدثون بلهجة شامية لا تُخطئها الأذن ،وكان من بينهم طفل صغير في حدود الخامسة أو السادسة من عمره ،ويبدو أنهم كانوا في غاية التعب والارهاق من طول السفر ،حيث استغرقوا في نوم عميق حال جلوسهم على الكراسي باستثناء الطفل ,فقد ظل مستيقظا مع ما يبدو على ملامحه من التعب ،فاقتربتُ منه وبدأت أسأله : عن اسمه أولا ،ومن أية جنسية ،ومن أي دولة قدموا، والى أين وجهتهم التالية ،حتى أنني سألته عن عمل والده ووالدته ،وكم عدد إخوته ،وما سبب سفرهم ،الى غير ذلك من الأسئلة التي دارت في ذهنه ،وكان الطفل يجيبني بكل أدب وحسن خلق ,فهو ذكي ومهذب ,حتى شعرت بالخجل من نفسي لكثرة أسئلتي ولهدوئه وإجاباته الوافية ،وفي الأخير، وقبيل موعد رحلتي بقليل ،سألته من باب المجاملة ان كان يريد أي شيء مني قبل ا- أغادر ،فأجابني بنبرة ملؤها الاحترام والهدوء (عمّو.. الله إخليك..اذا بتريدْ.. فقط أحب أنام إن كانت أسئلتك قد انتهت).

فودعته واتجهت الى بوابة الطائرة وأنا في قمة الخجل والاحراج , لكنني في تلك اللحظات، تذكرتُ الاطفال في بلادي.

وتذكرت أن التربية السليمة عامل أساسي في بناء جيلٍ مهذب ,جيلٍ عبقري ,جيل منتج ومبتكر.

 

من منشورات وقصص (الجواهر)

  

         

بحث