من منطلق الحرص على رد الجميل والعرفان به لمن يصِلون الليل بالنهار خدمة لمرشحنا ـ مرشح الوفاق والأمن ـ نرى من الواجب علينا تكريم أولئك الجنود المجهولين الذين يعملون في دأب وصمت ، رغم أن ما يقومون به من أدوار وجهود أجدى نفعا وأكثر مردودية ,لكنهم فضلوا العمل بعيدا عن الاضواء والضوضاء ,بتأن وروية ودون عجب أو رياء.
من هؤلاء الجنود العمالقة : محمد الأمين أحمد فال مدير النقل واللوازم بمفوضية الأمن الغذائي.
لقد التقيت بالرجل عدة مرات وفي مناسبات ومحطات مختلفة ..لم أكن أعرفه عن قرب قبل ذلك ..كان آخر هذه المناسبات زيارة المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد لمدينة بومديد ..التقينا وكان همنا مشتركا ..هذه المرة كان اللقاء عن قرب.. فوجئت بالرجل..بمهارته ..بحكمته...بتفانيه.
لم أكن أتصور أن الرجل الهادئ الطباع الطلق المُحيا على هذا القدر من الحماسة والنشاط والحنكة,حيث بات تلك الليلة التي سبقت زيارة المرشح يدور على الجميع ..يعبئ ويحسس..كان يزور كل مبادرة شبابية على انفراد ,يجتمع بأصحابها يحثهم ..ويبعث فيهم روح الامل والحماس..يبشر بغد واعد وبموريتانيا تسع الجميع.
تحدث عن مرشحه بصدق العارف والواثق مما يقول ,والمؤمن بقدرات ومؤهلات مرشحه ..استمعنا الى نصائحه ,بل استمتعنا بها حقا ,,تلك النصائح التي زادتنا عزما وإيمانا بوجوب التمسك بخيار الإجماع..لم يكتفِ الرجل بجهة ولا تيار ولم يقتصر على حركة ولا مبادرة..كان كالفراشة تتنقل بين الحقول والبساتين ,يحتضن الجميع ويواكب كل النشاطات ...بات ساهرا دون كلل أو ملل حتى بزوغ فجر تلك الليلة ..
ظننت أن دوره سينتهي بانتهاء تلك الزيارة ..لكني فوجئت به في نواكشوط يقوم بنفس الدور ,بل أكثر.
وبحكم زمالتي وشراكتي مع شقيقته الموظفة في وزراة الخارجية فاطمة ,قام باستدعائنا باسم "تيار المسار" في مكتبه واستقبلنا بكل حفاوة وكرم ودماثة خُلق لا نظير لها.
وكان للسياسة حديث وأي حديث ..تمنينا أن يطول المقام مع الرجل ,لكن وفودا تترى من الشباب الداعم للمرشح كانت قد بدأت في التوافد على مكتبه ,جعلتنا ننزل على حكم المثل القائل : رحم الله من زار وخفف..
وكملاحظة عامة وانطباع خرجت به من اللقاءات التي جمعتني بالرجل أقول وبدون مجاملة :
إن تحت عباءة الهدوء الظاهر من قَسَمات الرجل كتلة من النشاط والتفاني في العمل ,خارج العمل وأثناءه ,حيث كان في مكتبه يحث العاملين معه على بذل المزيد من الجهد لخدمة الوطن ,ويدعو في نفس الوقت لصالح مرشحه بصدق ووفاء واستماتة أعجبتني كثيرا. لذلك أحببت أن أعبر عن مدى إعجابي الشديد بهذا الرجل الوفي لمبادئه , الرجل الذي "للعهد عنده معنى" كما هو حال مرشحه..
كما أردت من خلال هذه التدوينة تسليط الضوء على الدور الكبير الذي يقوم به السيد/ محمد الأمين أحمد فال وأمثاله في مثل هذه اللحظات المفصلية والفارقة من تاريخنا المعاصر...
بقلم/ زهراء نرجس رئيسة "تيار المسار"