ما أجمل التعفف وعزة النفس والقناعة

حدثنى إمام مسجد فى مقاطعة عرفات قال:

قبل رمضان بيومين تقريبا طلب منى منفق أن ادله على 5 أسر متعففة فقيرة ليتكفل ب( صايرتها) فى رمضان 

أنا والحمدلله أقيم فى الحي منذ عقود وأعرف أهله حق المعرفة وأعرف أفقر الأسر واكثرها ضعفا 

قمت بجولة سلام طبيعية بين أسر قررت انها أحق بالمساعدة لأشرح لها ان منفقا مخفي الإسم سيوزع عليها مواد غذائية ومبالغ نقدية تساعدها فى أعباء رمضان 

من ضمن الاسر اسرة يعيلها شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة يتحرك بمساعدة كرسي طبي ولديه أطفال كثر منهم اطفال اخته الأرملة 

مسكنه متواضع ليس به حنفية ولا كهرباء 

هذا الرجل لا علاقة له بمؤسسات الدولة وضماناتها وتكفلاتها وتحويلاتها 

ينفق على أسرته من ريع الخياطة فلديه ماكينة خياطة يلازمها من الصباح إلى قبيل صلاة المغرب اشتراها بنفسه ومنحه صاحب محل ظلا يضعها فيه طوال النهار 

المهم شرحت له أن منفقا يود توزيع معونات على اسر فقيرة بدون تصوير وبدون توثيق وبدون التعرف على أسماء الاسر أو ارقامها 

الرجل انتفض امامى قائلا 

( ماهو فالك إمامنا أو شيخنا آن مانى فقير ماشالله كل ليلة انروح من لخياطه الحم وامبورو والخضروات وانخلص عن التركه المدارس واللوح واندير الهم اكردى ونبطش افنعمة مولان لغد ولعش واصبوح واباصات 

ألا شوف أهل افلان ذوك والل افلان ذاك ظروفهم صعبه وآن مشالله أملان من الفظة محد بوس بوس تمشي بي ومكينة لخياطه صالحه ماعندى مشكله الحمدلله)

استغربت كثيرا يقول الإمام من قناعة هذا الرجل وتعففه 

لم يسجل اسمه يوما فى المعوقين ولا لدى وزارة أو مؤسسة ولا فى تآزر ولا المفوضية ولا دكاكين البيع الميسر التى توفرها الحكومة 

إنه يغطى على فقره بغنى النفس 

ليس فى مسكنه شيئ ثمين لا فراش لا بطانيات لا تلفزيون لاشيئ 

خرجت من عنده ولدي خجل من نفسى وغصة مرارة فى حلقى 

كيف لا تصل الدولة لأمثاله وتساعدهم برفق وتمنحهم رواتب باعتبارهم مواطنين فقراء 

إن امثاله كثر يتضورون جوعا لكنهم يتظاهرون بالقوة مؤثرين على أنفسهم يعانون بصمت ولكن بشجاعة وقناعة لا يعلى عليهما

//

ملاحظة /

أمثال هذا الرجل المتعفف لايريدون شيئا ولا يحبون الاختلاط بالناس لذلك فهم غالبا بلا عناوين 

قال لى الإمام هذا الشخص لا يعطى رقمه لأحد ولا يستقبل منحة ولا هدية من أحد 

أنا جاره وخليله ومع ذلك لايمكننى أن اساعده ولو ب100اوقية قديمة لأنه ببساطة سيرفضها ويقترح علي منحها لأحد الجيران.

 

من صفحة المدون المعروف / حبيب الله ولد أحمد