شهدت موريتانيا ليلة طغت عليها النزعة القبلية، حيث كان المستفيد الأكبر منها بعض المهرجين الذين استغلوا الموقف لتحقيق مكاسب شخصية على حساب القيم الوطنية. وقد جاء ذلك في سياق تعرض صحفي لاعتداء من قبل رجل أعمال، بعد أن امتنع عن منحه حق الرد في قناة استُخدمت كمنبر للهجوم عليه، بدلًا من الالتزام بالمهنية والحياد الإعلامي.
إن تفشي الإعلام غير المهني يشكل خطرًا جسيمًا على استقرار المجتمعات، حيث يتحول من أداة لنقل الحقيقة إلى وسيلة لنشر الفتن وتعزيز الانقسامات. لقد شهدت العديد من الدول نزاعات وحروبًا أهلية كان وقودها خطاب إعلامي غير مسؤول، يُحرّض على الكراهية ويؤجج الصراعات لأغراض سياسية أو مصلحية ضيقة. فعندما يغيب الالتزام بالمهنية والأخلاقيات الصحفية، يتحول الإعلام إلى سلاح فتاك يُستخدم في تضليل الرأي العام، وتوجيهه نحو الفوضى والعنف، مما يهدد السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي.
لذلك، من الضروري فرض معايير صارمة تضمن التزام المؤسسات الإعلامية بالموضوعية، وتشجيع ثقافة الحوار البناء بدلًا من التحريض، حتى لا يصبح الإعلام معول هدم بدلًا من أن يكون وسيلة للتنوير والتقدم.
أخبار الوطن