قصة اليوم قصة مثيرة جدًّا لفتاة حصلت لها يوم خطبتها، وتحكي هذه القصة أخت الفتاة فتقول: يوم خطبة أختي من أحد الشباب ،وقعت أختي مغشيًّا عليها، ولم نعرف لهذا الأمر أي سبب، غير أنها حين فاقت صارت شخصًا آخر، لا تتحدث مع أحد، وأصبحت وكأنها تحولت إلى فتاة أخرى لا أعرفها، فكانت تصرفاتها جنونية إلى درجة بعيدة، لا تنام أبدًا لا بالليل ولا بالنهار، وكانت تتعصب دائمًا وبدرجة كبيرة، وفي أكثر الأحيان نجد أختي تبكي دون أن نعلم لذلك سببًا، وحين نسألها ترد أنها أيضًا لا تعلم، غير أنها تشعر بالضيق الشديد والإرهاق والتعب الكبيرين، كأن في جسمها شيئًا لا يغادرها ويُثقل حركتها ولا يمكنها أن تتنفس ولا تتكلم كلامًا طبيعيًّا، ويسكن بداخلها شيء لا تعرف مصدره ولا كيف دخل إليها.
وقد حاولت الهرب من بيتها كثيرًا غير أنهم يلحقونها حتى لا تفعل شيئًا في نفسها، بل إنها في إحدى المرات حاولت أن تقتل نفسها وتموت منتحرة، وبعد أن ذهب تفكيرنا كل مذهب في هذا الأمر وكيف حصل لأختي ما حصل لها ومن جني عليها هذه الجناية، إذا بخطيب أختي يعترف لنا أنه يشك في خطيبته السابقة التي تركها ،فربما تكون قد عملت للفتاة شيئًا، وقد تكون سحرتها؛ لأنها تعرف عالم الدجل والشعوذة ودخلت فيه سابقا وهو يعرف عنها هذه الأمور، وكان ذلك من أسباب فسخه لخطوبته منها، وذلك أنه عثر في ،،شنطة،، يدها على بعض التعويذات السحرية والتمائم، فلما واجهها بهذه الأمور أنكرت في أول الأمر غير أنه بعد أن هددها بأنه سيفسخ خطوبته منها ويتركها اعترفت له بأنها تذهب إلى أحد الدجالين ويصنع لها ما تشاء من تعويذات وتمائم، واقترحت عليه أن يذهب معها الى هذا الدجال ويطلب منه ما يريد، ومن ساعتها تركها الشاب على الفور.
تضيف أخت الفتاة قائلة: فكانت الضحية في هذه العلاقة هي أختي التي أصبحت لا تدري شيئًا عن الدنيا وكأنها صارت أقرب إلى الجنون، وأنهم ذهبوا إلى كل الأطباء فإذا بالأطباء لا يعرفون سبب مرضها بل يعجزون عن الكلام في أمرها، فكانت النصيحة لهذه أن نذهب إلى أحد الشيوخ الثقاة وألا نذهب إلى الدجالين بل نختار شيخًا ثقة عالمًا فذهبنا إليه واستفتيناه في أمرها فطلب منا أن نرقيها الرقية الشرعية وعلمنا طريقتها وأرسل معنا فتاة تعرف الرقية الشرعية كي تقوم برقية الفتاة، ومع الوقت تحسنت حالتها كثيرًا والحمد لله، وفي يوم من الأيام صحت وكأن لم يكن عندها شيء من هذا المرض أبدًا، وعادت إلى خطيبها وتم زواجهما وأنجبت الكثير من الأولاد.
أما جزاء هذه الفتاة الساحرة فقد قُبِضَ عليها بتهمة الشعوذة وأُودِعَت السجن كي يرتاح العالم من شرورها الدنيئة.
كانت هذه قصة مثيرة جدًّا لفتاة شابة في أوائل العشرينات من عمرها وقعت تحت تأثير الحقد والحسد من فتاة أخرى سحرتها، فجعلتها تفعل أشياء جنونية حتى كادت أن تنتحر وتُنهي حياتها لولا أن أهلها لحقوها في آخر لحظة.
وهذه القصة نستفيد منها أننا لا بد إذا حصل شيء من هذه الأمور أن نلجأ إلى الله تعالى ونتضرع إليه سبحانه أن يشفي مريضنا لا أن نذهب إلى المشعوذين والدجالين ونطلب منهم الشفاء فهذا والعياذ بالله أمر عظيم لا يجوز في دين الله.
فالواجب على المسلم أن يستفتي العالم الثقة المعروف بعلمه المشهور بين الناس بالعلم والتقوى والإخلاص، ولا يذهب إلى هؤلاء الدجالين الذين اسودت وجوههم وقلوبهم وعميت أبصارهم وبصائرهم، فهذا كله لا يجوز في دين الله تعالى، فالله عز وجل شَرَعَ لنا الرقية وهي شفاء بإذنه تعالى، فعلى من أصابه شيء من ذلك أن يرقي نفسه وإن لم يستطيع فليرقيه غيره، ويلجأ إلى الله بقراءة القرآن والصلاة والاجتهاد في العبادة والدعاء في جوف الليل، فكل هذه الأمور التي تُذهب إن شاء الله الأوجاع والأسقام وترفع الدرجات وتزيد في الأجر من الله سبحانه وتعالى.
منقوووول