كنت ُ أشتري حلوى العيد وإذ بشاب يدخل ويطلب على استحياء من صاحب المحل أصغر وأقل قالَبَ كيكٍ سعراً .. فأعطاهُ صاحب المحل قالب كيك صغير للغاية وطلب منه 25 آلفا .. فبدأ يعدُ النقود التي يملكها وقال لهُ : لا أملك إلا 5 آلاف فقط.. ألا يوجد عندكم قالَبُ كيك بهذا السعر ؟!! .. اعتذر له صاحب المحل وطلب منهُ ان يغادر المحل فليس لديهِ وقت كافٍ .. حينها قلتُ لهُ : لماذا تريد قالب كيك لماذا لا تشتري قطعة واحدة .. أجاب وعيناه مليئتان بالدموع : أريد ان أحقق أمنية أمي وان تحتفل بعيد ميلادها ووعدتها بأنني هذا العام سأجلب لها قالب كيك .. 

هنا ابتسمتُ وقلت هنيئا لوالدتك بابن طيب برّ مثلكَ .. ثم طلبتُ من صاحب المحل ان يعطيه أكبر قالب كيك وان يكتب ما يريد عليه ،حينها كانت سعادة ذلك الشاب لا توصف .. 

أخذ الكيك وشكرني كثيرا وقال لي إنهُ سيعيد لي ما دفعتُهُ...ضحكتُ حينها وقلت لهُ كل عام وهي بخير...إذهب الآن ولا تتأخر عليها .. 

ذهب هو وعدتُ أنا الى المنزل ومر على تلك القصة ٢٥ سنة .. وبالتأكيد كبرتُ بالعمر ولم أعد أستطيع العمل وحينها مرضت زوجتي وهذا ما جعلني آخذ قرضا من البنك.. لكتي لم أستطع ان أُوّفّيَه في موعده .. فاضطررت لبيع منزلي الوحيد الذي أملكه ..

 

جاء المشتري بعد يوم .. وعندما رآى المنزل سألني لماذا تريد بيعه .. فقلتُ لهُ القصة .. 

قال حينها : حسناً سأعيد الاتصال بكَ غداً لنتفق .. ثم ذهب ونسى محفظتهُ في البيت .. وما ان أخرجتُ هاتفي لأتصل به حتى وجدت رسالة نصية منهُ جعلتني أبكي ...

جاء فيها :

أعرف انك تمسك هاتفك الآن لتتصل بي لكن انا لم أنسَ محفظتي.... هي لك..افتحها وستعرف انها لك .. فتحتُها ووجدت صورة لشاب يحتفل بعيد ميلاد والدته برفقة اخوته في منزل فقير مع مبلغ يوازي سعر بيتي ضعفين قلَبْتُ الصورة : واذا بي ارى مكتوبا فيها : قلت لكَ أنني سأعيد مادفعتَهُ لي ولم تصدقني وقتها .. الشخص الذي ساعدتَهُ بمحل الحلويات ليحتفل بعيد ميلاد والدته أصبح طبيبا ويتشرف بأن يكون مثل ابنك ..