في ذكرى مذبحة ازويرات الحزينة، نقف إجلالاً لذكرى العمال الأبطال الذين قدموا أرواحهم الطاهرة دفاعًا عن حقوقهم وكرامتهم..
في ذلك اليوم الأسود من مايو 1968، سالت دماء الشهداء لتكتب بسطور من نور نداءً خالداً للعدالة والمساواة، نداءً لدولة المواطنة التي يجد فيها كل مواطن ذاته، ويتمتع بحقوقه دون تمييز أو تهميش.
لقد كانت مطالب العمال بسيطة، كانوا يطالبون بحياة كريمة، بظروف عمل إنسانية، وبحقوق مشروعة تكفل لهم ولعائلاتهم العيش بكرامة..
ولكن، وبدلاً من الاستجابة لمطالبهم، جاء الرد عنيفاً وقاسياً، صدر الأمر باستخدام السلاح ضدهم.. تساقطت الأجساد في الساحة الواقعة بين "الديار البيض والديار الحمر"، مستهدفة الرؤوس والرقاب، لتؤكد أن القمع لا يعرف الرحمة.
سقط في ذلك اليوم المشهود كل من:
- صمبا عبد الله
- السالك ولد بلال
- يبا ولد الطالب
- محمد ولد نناه
- سليمان سنغاري
- علي ولد النيّه
- محمد المختار ولد جدو
- سي عمر ولد ميجن
وأصيب 21 عاملاً آخرون، من بينهم الماجدة، أميمة بنت الكوري.
إن تضحيات هؤلاء العمال الأبطال ليست مجرد ذكرى نحييها، بل هي وصية نتعهد بحملها، وصية تطالبنا ببناء دولة المواطنة والعدالة..
دولة يجد فيها كل مواطن مكانه وذاته، ويتمتع بحقوقه كاملة غير منقوصة، حيث تسود المساواة ويزول الظلم..
دولة لا يكون فيها مكان للقمع والتهميش، بل تكون منارة للحرية والكرامة الإنسانية.
إننا نستمد من دماء الشهداء قوة وإصراراً على مواصلة النضال، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، ومن أجل بناء وطن يحتضن كل أبنائه..
نؤمن أن العدالة هي الأساس الذي تبنى عليه الأمم، وأن المواطنة الحقيقية هي التي تحقق الانسجام والوحدة بين أفراد الشعب.
في ذكرى مذبحة ازويرات، نقف لنقول بصوت واحد: لن ننساكم. أنتم من علمتمونا أن الحقوق تنتزع ولا تُعطى، وأن النضال من أجل الحق هو أسمى غاية..
ونعدكم أن نواصل الطريق، أن نبني الدولة التي تليق بتضحياتكم، دولة المواطنة والعدالة، حيث يعيش الإنسان بكرامة، ويعمل بكرامة، ويطالب بحقوقه بكرامة.
لن تكون تضحياتكم هباءً، بل ستظل نوراً يضيء دربنا نحو مستقبل أفضل..
في هذه الذكرى، نجدد العهد على الاستمرار في النضال، وعلى عدم التهاون في الدفاع عن حقوق العمال والمظلومين في كل زمان ومكان..
أنتم الأبطال، وأنتم رمز الشجاعة والإصرار، وستظل ذكراكم خالدة في قلوبنا وضمائرنا.
-سيدي عثمان ولد صيكه