قصة من الواقع
فى إحدى المرات طلب منى أحد الأصدقاء انتظاره فى مستشفى الصداقة فوالدته لديها طارئ صحي يستدعى أن يعاينها طبيب
انتظرته أمام الحالات المستعجلة
بعد حوالى نصف ساعة توقفت سيارته ونزل منها مع كل إخوته واخواته (هو وشقيقاه وشقيقاته الثلاث)
كانوا يتزاحمون لحمل والدتهم كلهم يريد الاستئثار بذلك ولإنهاء تدافعهم أحضرت عاملا بالمستشفى معه كرسي متحرك حملناها عليه إلى غرفة المعاينة
لم يسمح البواب إلا بدخول شخصين معها وذلك صميم عمله وحتى عندما بكوا ليدخلوا جميعا لم اعترض على تصرف البواب فهذا مستشفى له خصوصيته التى تمنع تجمع المرافقين حول سرير المريض
خلف الباب كان الذين منعوا من الدخول يبكون وينتحبون فهم يريدون البقاء إلى جانب والدتهم وليس منهم من يقبل أن ينوب عنه شقيقه فى تعهد والدته
سألت صديقى عن سبب حضورهم جميعا وهو يعلم أن المستشفيات ليست مثل المناسبات الاجتماعية والنوادى العامة وعلاوة على إجراءاتها التى تمنع تجمع المرافقين حول المريض ثمة خطر العدوى والاحتكاك بمسبباتها
قال لى " يبوي اباو يبكاو عنها
هذا طابين اعليه حد منهم كتلو عنو يبك فالدار ينفكع ويبكى وتشيان صنعتو
غلبونى حتى عنهم مستعدين يركبو افمال أريير اياك يمشو امع والدتهم
ماهم كابلين النيابة فالمشى امعاها شور الطب واخلاص الفحوص والأدوية
لين تنحجز يسكنو فالطب ليل نهار ينساو لوكيل واشراب وتيلفون والحياة كامله
وايتمو الاعند باب الحجز مايحركو عنو أبدا وكلهم ايكول عنو هو اللى ايبات امعاها وايكيل
والدتن هاذى اروايه اكبيره عندن نعرفوها محدن والدتها سالمه تخدمها شمن الخدمه عجيب مااتخلى حد إينوب عنها افذاك بارة شمن البرور ماهو طبيعي والا انشالل انعودو جبن منها نسبة 1% من ذاك البرور"
بعد حوالى ساعتين تماثلت والدته للشفاء وسمح لها الطبيب بالمغادرة إلى المنزل
عند خروجها بدات معركة أبنائها للظفر بحملها إلى داخل السيارة والقرب منها وتمهيد مكان مريح لها هذا يريد أن يكون رأسها فى حضنه وتلك تريد أن تكون سندا لأرجلها وذلك يداعب وجهها وهذا يقبل رأسها بينما تهتم هذه بتجهيز ملابسها وبسطها وهكذا
عندما انطلقت السيارة بهم فكرت فى أن المجتمع بخير مادام فيه برور بهذا الحجم وهذه الأريحية حتى لوانتشر العقوق وطغى فقليل الخير يغلب كثير الشر إن عاجلا أو آجلا.
من صفحة المدون والكاتب/
حبيب الله ولد أحمد