فضيحة جديدة تنضم للفضائح المتلاحقة

اثنين, 29/01/2024 - 13:27

فضيحةٌ جديدةُ تنضّم لسلسة الفضائح، التي بدأت تتكشّف خلال العدوان الهمجيّ والبربريّ الذي يشُنّه الاحتلال ضدّ قطاع غزّة: فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، نقلاً عن محافل رفيعة بالمؤسسة الأمنيّة في الكيان، من الجيش وكبار المسؤولين في الاستخبارات، أنّ قسمًا كبيرًا جدًا من الأسلحة التي استخدمتها حركة (حماس) في هجومها بالسابع من أكتوبر الماضي ضدّ دولة الاحتلال كان مصدرها جيش الاحتلال الإسرائيليّ، كما أنّه قبل الهجوم المُباغِت لحركة (حماس) كان 12 نفقًا يربط بين قطاع غزّة وسيناء، كما قالت المصادر لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة، والتي اقتبستها جميع وسائل الإعلام العبريّة. وأوضح التقرير أنّه لسنواتٍ طويلةٍ كانت إسرائيل تعتقد أنّ حماس تحصل على الأسلحة بطرقٍ تحت الأرض، ولكن تحديث الاستخبارات أكّد أنّ المنظمة الفلسطينيّة تمكنّت من تركيب وإنتاج الكثير من القذائف والصواريخ ضدّ الدبابات، والتي استخدمها بالآلاف جيش الاحتلال في غزّة، ولم يتفجروا، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.

وأكّد التقرير أنّ هذه الصورة الجديدة تبينّت بعد فحصٍ وتمحيصٍ من قبل المخابرات الإسرائيليّة والغربيّة، هذا بالإضافة إلى أنّ حركة (حماس) قامت بتسليح عناصرها برشاشاتٍ وبنادقٍ التي تمّت سرقتها من قواعد الجيش الإسرائيليّ. وشدّدّت المصادر عينها على أنّ المعلومات الاستخباراتيّة التي تمّ جمعها كشف النقاب أنّ إسرائيل لم تعلم ولم تستشعر بنوايا حماس لتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر، لم تعلم أيضًا أنّه كان بمقدوره الحصول على أسلحةٍ وذخيرةٍ من قواعد جيش الاحتلال. وبينّ التقرير أنّ تقريرًا قام بإعداده جيش الاحتلال مطلع السنة الماضية أكّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ آلاف الرصاصات ومئات البندقيات والقنابل تمّت سرقتها من قواعد الجيش الإسرائيليّ، ومن هناك، جاء في التقرير، تمّ نقلل قسمٍ منها إلى الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والقسم الآخر إلى قطاع غزّة، عن طريق سيناء، وكُتِب في التقرير: “نحن نقوم بتزويد الأعداء بذخيرةٍ وأسلحةٍ بواسطة أسلحتنا”. وأردف التقرير قائلاً إنّ التبعات لهذا الإخفاق برزت بعد السابع من أكتوبر الماضي، فبعد ساعاتٍ من بدء عناصر (حماس) بالهجوم المفاجئ، تبينّ لعددٍ من المقاتلين الإسرائيليين أنّ أحد عناصر الحركة، والذي استُشهد، كان يحمل القنابل المكتوب عليها باللغة العبريّة، كما تبينّ أنّ مقاومو حماس اخترقوا العديد من قواعد الجيش الإسرائيليّ وقاموا بسرقة الأسلحة من جميع الأنواع وعادوا معها إلى مدينة غزّة، على حدّ قول الصحيفة الأمريكيّة. علاوة على ذلك، أكّدت المصادر الأمنيّة والاستخباراتيّة الإسرائيليّة أنّه على بعد عدّة كيلومترات، قام طاقم من وحدة الهندسة بجيش الاحتلال بفحص قذيفةٍ من أصل خمسة آلاف قذيفة، التي تمّ إطلاقها في نفس اليوم من قبل (حماس)، حيثُ تبينّ أنّ القذائف تمّ تصنيعها في غزّة وتحويلها لمقذوفاتٍ، تمّ إطلاقها من الجيش الإسرائيليّ ولكنّها لم تنفجر. بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر الإسرائيليّة أنّ العديد من الأسلحة وصلت لحركة (حماس) عن طريق سيناء، حيث تحولّت شبه الجزيرة إى مركز تهريبٍ، حيثُ قدّر خبراء في الاستخبارات الإسرائيليّة أنّ هذه الأسلحة وصلت لحماس من الحروب في ليبيا، إريتريا وأفغانستان. ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أنّه حتى اللحظة تمّ اكتشاف 12 نفقًا لتهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزّة، وذلك في السابع من أكتوبر الفائت، وفي هذا السياق قال ناطقٌ بسلان الحكومة المصريّة إنّ الجيش المصريّ عمِل كلّ ما في وسعه لهدم الأنفاق، وأنّ قسمًا كبيرًا من الأسلحة، التي وُجِدَت في قطاع غزّة تمّ تهريبها إلى القطاع من إسرائيل، على حدّ قوله. وجاء أيضًا في التقرير أنّ حركة حماس تمكنّت من تطوير قدراتٍ عاليةٍ بهدف استغلال الأسلحة الإسرائيليّة التي لم تنفجر خلال الاعتداءات السابقة التي نفذّها جيش الكيان، والتي لم تنفجر، وأنّ الخبراء في حماس تمكنّوا من إنتاج أسلحة مُجددّةٍ منها، وأكثرها خطورةً رأسًا متفجرًا بزنة 900 كيلوغرام. وقال إيال حولاتا، الرئيس السابق لمجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ للصحيفة: في غزّة توجد صناعةً حربيّةً كاملةً ومكتملة، القسم الأوّل موجود فوق الأرض، والقسم الآخر يتواجد تحت الأرض، أيْ في الأنفاق، وهم يقومون بإنتاج أسلحةٍ أكثر بكثيرٍ ممّا يُريدون ويحتاجون”، على حدّ قوله.وفي الختام نقلت الصحيفة عن مصدرٍ استخباراتيٍّ غربيّ، طلب عدم الكشف عن اسمه، نقلت عنه قوله إنّ أكثرية الموّاد المتفجرّة التي تستخدمها حركة (حماس) في الحرب الحاليّة تمّ إنتاجها وتطويرها من أسلحةٍ إسرائيليّةٍ ألقيت على غزّة ولم تنفجر، طبقًا لأقواله.وزعم أنّ مقاتلي حركة (حماس) الذين قتلوا 10 جنود في حيّ الشجاعية في غزّة، استخدموا عبوّةٍ ناسفةٍ كانوا قد أنتجوها من الأسلحة الإسرائيليّة التي تمّ قصف غزّة بها، ولكنّها لم تنفجر، كما قال.

 

رأي اليوم

  

         

بحث