الروس ينقذون العالم من شر أمريكا وسلاحها الفتاك

اثنين, 14/08/2023 - 13:04

لم يكن تفجير الاتحاد السوفيتي قنبلته الهيدروجينية في عام 1953، هينا بكل المقاييس، فقد كسر احتكار الولايات المتحدة لسلاح رهيب كان يمكن أن تبادر إلى استخدامه كما فعلت بالنووي.  

حدث ذلك قي 12 أغسطس 1953 في الساعة 7:30 صباحا، بموقع اختبارات "سيميبالاتينسك"، وكانت القنبلة تحمل اسم "آر دي إس -6 سي"، ويعد ذلك التفجير رابع اختبار سوفيتي للأسلحة النووية.

وسائل الإعلام السوفيتية أعلنت عن التفجير الهيدروجيني الناجح في 20 أغسطس 1953. الانفجار الهائل دمر جميع المباني التي شيدت خصيصا في موقع التجارب من الطوب داخل دائرة نصف قطرها 4 كيلو مترات، وكان يمكن الإحساس بالحرارة المنبعثة من مسافة 25 كيلو مترا.

علماء شاركوا في تلك التجربة أشاروا إلى أن صدمة الانفجار جعلتهم يترنحون على الرغم من أنهم كانوا على مسافة بعيدة من موقع التفجير، فيما وصل الفطر النووي إلى ارتفاع 12 كيلو مترا، وهو ارتفاع تطير عليه طائرات الركاب المدنية.

الولايات المتحدة كانت فجرت في 1 نوفمبر 1952 أول نموذج للقنبلة الهيدروجينية في جرز مارشال في المحيط الهادئ، وأصبحت بذلك الدولة الوحيدة التي امتلكت هذا السلاح الرهيب إلى أن كسر الاتحاد السوفيتي هذ الاحتكار بعد 9 أشهر.

الفيزيائيون السوفييت بقيادة العالم الشهير أندريه ساخاروف بدأوا في تطور مفهوم مختلف عن ذلك الذي اختطه الأمريكيون، واستند المشروع السوفيتي على فكرة "عجين الفطير" واستخدام الليثيوم 6 ديوتريد

ما هي القنبلة الهيدروجينية؟

فكرة القنبلة الهيدروجينية السوفيتية باختصار تتمثل في استخدام الطاقة المنبعثة أثناء انفجار قنبلة ذرية لتسخين وإشعال الهيدروجين الثقيل، الديوتيريوم، لإحداث تفاعلات نووية حرارية مع إطلاق طاقة قادرة على توفير دعم ذاتي.

لزيادة نسبة مادة الديوتيريوم "المحترق"، اقترح ساخاروف إحاطته بقشرة من اليورانيوم الطبيعي العادي، والتي كان من المفترض أن تبطئ انتشارها، والأهم، زيادة كثافة الديوتيريوم "الهيدروجين" بشكل كبير. لا تزال ظاهرة ضغط التأين* للوقود النووي الحراري، والتي أصبحت أساس أول قنبلة هيدروجينية سوفيتية تحمل اسم العالم السوفيتي ساخاروف.

كان التفجير الناجم عن القنبلة الهيدروجينية السوفيتية هائلا وكان أكبر 20 مرة من انفجار القنبلة النووية الأولى، جرى لاحقا صنع المزيد من قنابل "آر دي إس -6 إس" بحيث يمكن إسقاطها من الطائرات القاذفة.

الردع النووي والهيدروجيني:

هذا السلاح السوفيتي الحيوي بالنسبة للردع، كانت له فوائد أخرى، حيث أنيطت بمكتب تصميم "كوروليف" مهمة تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات لحمل هذا النوع من القنابل إلى الهدف. في وقت لاحق، أطلق الصاروخ المسمى "سيميوركا"، أول قمر صناعي للأرض إلى الفضاء، وبواسطته تحديدا انطلقت المركبة التي حملت يوري غاغارين، أول رائد في تاريخ البشرية إلى الفضاء.

القنبلة الهيدروجينية، السلاح النووي الحراري، تتميز بأن طاقتها عمليا لا حدود لها، ونجاح العلماء السوفييت في صنعها قد يكون ضمنيا قد أنقذ العالم من حرب كان يمكن أن تكون الأخيرة.

حين تحتكر دولة واحدة سلاحا فتاكا مثل القنبلة النووية أو الهيدروجينية، تكون لها سطوة مطلقة على البلدان الأخرى، ما قد يغريها باستخدامه في ضربات استباقية ضد خصومها. وهذا الأمر كان يمكن، في مغامرة غير محسوبة، أن يقضي على الحياة على الأرض.

* التأين يمكن تعريفه على أنه عملية فيزيائية يتم من خلالها تحويل الذرة أو الجزيء إلى أيونات بإضافة أو إزالة الالكترونات أو الأيونات، ويصاحب ذلك أحيانا تغيرات كيميائية أخرى.

المصدر:  

 

آر تي

  

        

بحث