في عام 2010 حدثت حادثة في صعيد مصر وكانت أعجب مايكون وقد تم التعتيم عليها تماما ، ففي إحدى ليالي الشتاء من هذا العام كان مجموعة من الشباب يقضون سهرتهم في أعالي القرية وكانوا قد أشعلوا نارا استعدادا لقضاء معظم الليل ،يتسامرون ويلعبون وقبل المغرب بوقت قصير سقط أحد الشباب في بئر بدون أن يأخذ باله منه ، وحاول الشباب محاولات مستميته لإنقاذ صديقهم ولكن لا فائدة وذلك لأن البئر عميق جدا ولا يستطيعون رؤية قاعه فأسرعوا يطلبون النجدة من أهالي القرية الذين أتوا على عجل لينقذوا الشاب وكان الليل قد خيم وبالكاد نزل ثلاثة رجال من متسلقي الجبال لأسفل البئر ، ولكن كانت المفاجأة حيث لم يجدوا شيئا أسفل البئر ، ولكنهم وجدوا أثارا لمخالب غريبة وكلمات محفورة على الحائط تقول ( لا توقظوا الشر بإطعامه جسد إنسان فهذه ستكون شرارة الليل المظلم فانجوا بأنفسكم إن شئتم وإلا فستصبحون طعاما )
خرج الثلاثة رجال وأخبروا الناس بما وجدوه وعادوا إلى فناء وسط القرية يتشاورون فيما حدث وما يمكن أن يفعلوه وكان بينهم الأستاذ صقر البيساني الذي كان يعمل مدرسا للتاريخ فأسرع وأحضر كتابا مخطوطا باليد وفتحه وقال للناس بصوت عال : هذا الكتاب كتبه جد جدي وكانت قد حدثت حادثة مشابهة من قبل ولكنهم وقعوا في الخطأ الفادح حينما أخبروا الشرطة وقتها وحلت على القرية بعدها أيام ثقالا تم اختطاف كثير من السكان بدون أن يعرف أحد السر وإلى أين يتم اقتيادهم ولكنهم يذهبون بدون عودة ولا أحد يعثر لهم على أثر ، والحل الآن أن يلزم كل منا بيته ، ولا يتحدث مع أحد نهائيا إلى أن تمر تلك الأيام بسلام .
كان يقف بالصدفة شابان بالقرب من الأستاذ صقر ولمحا شيئا غريبا في الكتاب ولكنهما لم يخبرا أحدا ، وانفض الناس وبعد ساعة بدأت أصوات رهيبة تظهر وتدوي في أنحاء البلدة ، وأنوار تظهر من ناحية الجبل ولكن الشابين كانا قد اتفقا على الخروج سرا ومراقبة القرية وشوراعها ولم تمض سوى ساعة حتى سمع الجميع صياحا وصراخا رهيبا فخرج الناس متجهين لمصدر الصوت وإذا برجل يشير إلى رأس شاب معلقة على الحائط وقد كُتب بالدم خلفها : لقد لحق بصديقه والبقية في الطريق وبجانب الكتابة مخالب عجيبة كذلك .
انتشر الرعب ودوى بين الناس والكل أصبح مرعوبا مما يحصل وعاد الجميع إلى منازلهم وقد صارت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وانتشر صراخ رهيب فاتجه اليه الناس وإذا بنفس المنظر ،والغريب أنه كان ضمن الشباب الذين كانوا يتسامرون في أعالي الجبال ، بدأ الفزع والهلع يدب في قلوب الناس وأوشكوا على الاتصال بالشرطة ولكن تذكروا كلام الأستاذ صقر وأسرعوا للعمدة يستشيرونه ولكنه أمرهم بالعودة إلى منازلهم وإغلاق الابواب عليهم وعين حراسة من الخفر على بيت الشاب الأخير المتبقي من الشباب .
وكان الشابان يكادان يُجنان وتطير عقولهما ، ولكن قال عبدالباسط لصديقه حامد سنذهب لنسرق الكتاب من منزل الأستاذ صقر وسنعرف سره ، وبينما هما فوق منزله والشوارع خالية إذ لمحوا من بعيد شبحا أسود يمشي ويجر خلفه سلسلة تصدر جلجلة وبيده الأخرى سيف ولكنه عجيب ويقترب ناحية المنزل الذي هم فوقه ....
بدأ عبدالباسط وحامد يتابعان مشية الشبح العجيبة والسلاسل تجلجل خلفه ، وهو متجه نحو المنزل الذي هما فوقه .
حاول الاثنان أن يتمالكا أعصابهما ولكن الخوف ملأهما والرعب كاد يخلع قلبيهما ، وصل الشبح للمنزل وتوقف أمامه ودخل فأيقن الاثنان إن الاستاذ صقر سيكون هو الضحية الجديدة ، ولكن لا صوت ظهر ومر نصف ساعة وخرج الشبح متجها إلى الشارع وتعجب الاثنان من ذلك ونزلا بسرعة إلى داخل المنزل ليطمئنا على الاستاذ صقر ولكنهما وجدا كل شيء على مايرام ، وأثناء بحثهما عن الكتاب تعرقلت قدم حامد في شيء تحت الحصير فرفعه فإذا بباب ففتحه ونزل الاثنان وإذا بأسلحة وأثار مخبأة وكتب قديمة وما أفزعهما حقا أجساد الشباب الذين ماتوا كانت ملقاة في أحد الجوانب ، فتأكدا أن الأستاذ صقر هو ذلك الشبح فتبعاه حيث أنهما أيقنا أنه سيتجه إلى الشاب الأخير ولكن اتصل عبدالباسط بالشرطة بهاتفه وأخبرهم ما حدث وطلبت الشرطة منهما محاولة تنبيه الناس حتى يصلوا ، وخرج الاثنان يجريان ولحقا بالشبح وهو يدخل منزل الشاب والعجيب أن الخفر لم يتواجدوا في الحراسة كما أمر العمدة ، وبينما هما واقفان بدأ عبد الباسط يرفع يده كي ينادي في الناس إذ أمسكه شخص من الخلف وكذلك حامد فنظر الاثنان فإذا بالخفر ورأوا الشبح يخرج ويتجه إليهما قائلا ماذا يفعل هذان ؟؟ فحكى له الخفير أنهم وجدوهما في المكان ، فصاح فيهما أن يقيدوهما وسيقتلهما بمعرفته ويبحثا عن الشاب الذي لم يكن متواجدا في المنزل فيبدو أنه هرب ، وبينما هما يقيدانهما إذ بالشرطة تهجم بقوة كبيرة على البلدة وتقبض على الشبح الذي كان الأستاذ صقر والخفر واتضح أن العمدة كذلك شريك وأن هذه عصابة تتاجر بالأثار وكان البئر المهجور هو المخزن الذي يخبئون فيه الأثار وعندما علموا أن بعض الشباب وصلوا للبئر فعلوا ما فعلوا كي يزرعوا الخوف داخل قلوب الناس وحتى لا يتحدث أحد عن شيء نهائيا وقد كان الثلاثة رجال الذين نزلوا في البئر يعملون مع العصابة وهم من اختلقوا المقولة المكتوبة والمخالب كما أمرهم الأستاذ صقر حيث أن الشاب الذي
وقع في البئر كان قد قال لهم أنه أخبر زملاءه بصوت عال عما رآه في الأسفل من كمية الأثار المخبأة ولذلك لم يقتلوه حتى ينتهوا من زملائه ووجدوه حيا مقيدا في المخزن ، وأما عن الشيء الغريب الذي كان عبدالباسط وحامد قد لمحاه في الكتاب الذي كان يقرأ منه الأستاذ صقر هو تاريخ على غلاف الكتاب وكان 16\1\1992 وكان بعنوان الأميرة الكاذبة وهو من الكتب المكتوبة بخط اليد وتباع من أجل التسلية والقراءة وقد جذب انتباه الشابان كلامَ الأستاذ صقر أنه كتبه جد جده أي قبل القرن العشرين.