بعد الدمار والقتل والتشريد.. كيف نعتبر اتفاق حماس وإسرائيل نصرا للفلسطينيين؟

أحد, 19/01/2025 - 12:47

راسلني أحد العقلاء جمعني وإياه نقاش حول تقييم صفقة إنهاء الحرب بعيون واقعية.

 كان صاحبي مشفقا لكنه اليوم كاتبني بهذه الرسالة وهو من أهل العلم والفقه. 

 أنشرها لكم كما وردتني لفائدتها الواضحة. 

 

 

كان في داخلي شيء من وصف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالنصر، وكانت الواقعية تهمس بداخلي كيف نصف ما حدث نصرا ونحن نعيش هذا الدمار والإبادة.

اليوم مررت بقول الله تعالى:(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ) فإذا النصر بمعيار رب العالمين واضح مختلف عن معايير كثيرين منا: "أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ" هذا أحد وجهي النصر، والمعنى واضح حتى لمعظم مفسري السلف والخلف، فحين لا يحقق العدو أهدافه يتحقق النصر المبين.

أعرف واقعة غزوة مؤتة بتفاصيلها ولم أفكر فيها قبل أن تصرفني إليها الآية فقد اعتبر المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم ما وقع فيها نصرا مبينا، وقد كانت مواجهة مختلة التوازن بمعايير كل الاستراتيجيات ثلاثة آلاف في مواجهة مئتي ألف مع الفرق في التسليح وقد قتل قادة جيش المسلمين العظام ذو الشجاعة والسابقة والقرب من القائد العام النبي صلى الله عليه وسلم (جعفر وزيد وابن رواحة) ولم يرجع الجيش بغنائم ولم يوسع دائرة أرض المسلمين ومع ذلك كان نصرا لأن الغزوة حققت أهدافا استراتيجية عامة كبرى، أكثرها لم يكن مدركا في لحظتها.

لقد انهت هذه الحقائق إيحاءات الواقعية بداخلي، ورأيت حقيقة النصر في غزة.

 

الهيبه الشيخ سيداتي

  

         

بحث