النجاح أيام زمان
ليس من سمع كمن رأى!
لا يزال هذا الرقم 5573 مشفوعا ب "افلان ول محمد"، ملفوظا بفرنسية منكبية راؤها غير افرنجية محضة، حاضرا في ذهني عند سماع أي خبر عن الباكلوريا، كأنما أسمعه مباشرة تلك الدحميساية في الثانوية الوطنية عند إعلان النتائج وتأكد نجاحي في الباكلوريا أول مرة، حيث كان الإعلان الصوتي للمتجاوزين فحسب كما هو معلوم!
يحضرني الآن جو النتائج والإعلان بمكبر الصوت، و"يوم الشك" انتظارا ل"المداولات"، ووجود عرافين متنبئين من بيننا بالوقت المعلوم، واذكر زخم "العشر الأواخر" من ساعات الترقب، ثم مشهد أحد أعضاء اللجنة وقد اقترب من نافذة قسم في الثانوية (النوافذ القديمة المرفوعة بزاوية ميل)!
ويحضرني من ذلك المشهد اليوم، والقلوب فيما دون الحناجر، وقد انختم العد التنازلي لساعة الحسم، وآلت الفواصل نقطة ختام، ورُمِيَت -وهي في منتصفها- أعقابُ سجائر من مارلبورو و Peter stuyvesant و Lucky strike وزرقاء ال Gauloises و حمرائها و Camel -شك الراوي- واتحد ظرفا الزمان والمكان في نقطة فيزياء مادية، وسكنت حركة الجمهور فما عاد غير الهمهمة، وقد عجت الساحة بعد تداخل زُمَر الناس تلامذة وأسرهم، والقوم على صعيد واحد ما بين الإدارة وأقصى فصول البلوك الشمالي للثانوية، يحضرني كون أخي العزيز وزميلي لاحقا محمد سالم كان الأول ذكرا، او بلغة الجيل: "ماجورًا" على شعبتنا العلمية العربية DA، وكان من "أهل اليمن" الانواكشوطي وكنا "أهل نجد" ومنا اهل "الحيرة" ضمن جغرافية الثانويات. فهو من قلعة دراسة وفتوة أيام مجد ثانوية سيزييم العريقة التي مثلها بحلة النابغة بين عكاظ الثانويات ذلك اليوم، حيث كانت من إحدى الثلاث التي تضرب إليها أكباد الإبل عبر اقطار حوزة نواكشوط الدراسي؛ والأخريان الثانوية العربية والثانوية الوطنية (في حدود جنوب ووسطستان العاصمة على الأقل).
سماع النجاح في ذلك الجو يختلف عن تلقيه في لوحة ملساء؛ لذلك قلت في المقدمة: ليس من سمع كمن رأى، خلافا للمقولة المعروفة :)
وإن كان النجاح هو النجاح في أي عصر وعبر أي وسيلة إبلاغ ..
تهانئي للناجحين، بغض النظر عن جهتهم في الوطن وعن إثنيتهم او جنسهم
#إلذاك
تدوينة بقلم / المهندس الدكتور عبد الله محمد