بسم الله الرحمن الرحيم
جرِّدْ تاريخَ البيظان أو موريتانيا من يوميات دار أهل ابن المقداد وقل لي ماذا تبقى ..؟
فالتاريخ كحضارة لهذا الشعب صنعه محمدن ابن المقداد (دودو سك) وأسرته.
فالأرضية اللازمة لقيام الحضارة كانت تلك الدارإلي لا اخلات
حيث الأمن والأمان وحاجة البطن والعقل ..
واللتي يقول عنها لمرابط الصالح امحمد ول احمد يورة:
واصفا حالة الإزدحام فيها..
كنا إذا ضربت وقت زوال ميدي
لم يلتفت منا أحد على أحد
ترى السلالم فيها القوم طالعة
ما بين مرتعش منها ومرتعد
قدم إلى تلك الدار كل الأعيان والوجهاء والشعراء ..واللاجئين ،في تلك الفترة .
ونعم الجميع بحسن الإستقبال وكرم الضيافة..
فهاهو الشيخ سيدي الصغير (باب)يقدم إليها في وفد فيه
أولاده ومقربوه ،
فيقدم الترجمان الكريم الموائد الرفعية والشهية ويبدأ الوفد بتناول الطعام غير أن الشيخ حمحم قائلا أنه يريد أن تقضى حاجته أولا وإلا فلن يطعم ..
وأردف أنه يريد أن يطلق سراح السجناء المسلمين لدي الفرنسيين في اندر فلبي له سلطان اندر حاجته فورا ،
لأنه هو صاحب الحل والربط وليس مجرد ترجمان..!
هذا هو التاريخ المشرف والإنساني وليس القبيلة الفلانية أغارت على بنت عمها،أو الإمارة الفلانية أبادت الإمارة العلانية..!
كانت اندر دارا للشناقطة وعاشو فيها عصرا ذهبيا بفضل أمير اندر ول ابن المقداد الذي كان سيدهم وأخوهم وصديقهم ومنهم وإليهم ،ولهم سخر ماله وجاهه لنصرتهم وإكرامهم وشهدوا له بذلك ومدحوه امتنانا وإعترافا،وله في ذلك أسوة حسنة من إخوته وآبائه وفي رسول الله صلى الله عليه وآله أسوة حسنة لهم ولنا جميعا..!
وسجل صالونه الأدبي مساجلات لشعراء ومغنين ،منها مادار بينه وبين خليله وصديقه الأمير عبد الرحمن (الدان )ول اسويد أحمد رحمه الله .
ومنها تلك التي كانت بينه وبين صديقه الأمير أحمد ول أحمد العيدة وتعطيك صورة عن مدى
استفتي واتبيظين و "اكلت لعظام لمونك " عند الأميرين.
قال ول أحمد عيدة:
ذي النحيه راعيه =:=باكي يفعالي
محمدن بيه =:=والصحب والآل
رد عليه ولد ابن المقداد وفي نفس اجماعة والمجلس ما گام من بلو و اتهمو عنو سالخ الكاف:
كافي هاذ بلو =:=كافي ذ يللالي
لمير اكلع جلو =:=تم الكاف اللالي
حين كان الخلاف يشتد بين الأمير والمستعمر كان السلطان يتدخل ويفرض أن الأمير في ضيافته فيكون عندهم سجين ويقيم إقامة جبرية مع الترجمان السخي الذي كان يحيل سجنه إلى نزهة وسياحة في المرات القليلة التي سجن فيها الأمير سجنا فعليا هي بالتأكيد الأوقات التي يكون صاحبه فيها خارج اندر مسافرا ..!
جزى الله الأديب الأريب الترجمان الرحالة الكريم خيرا عن هذا الشعب وعن المسلمين لقد أحبهم وخدمهم بماله ونفسه ...
فقد ساعد في خروج الكثيرين من سجون الاستعمار ومنهم قتلة كبولاني وحج على يديه الكثير من العلماء ومنهم العلامة محمد يحي ول ابوه الموسوي اليعقوبي ،
توفي رحمه الله 1943 مسموما وعلى الأرجح أن الفرنسيين انتقموا منه بعد أن شرح لهم أحد الوشاة مضمون رسالته التي حذر فيها الامير سيد أحمد ول أحمد عيده من مباغتة الفرنسيين له ،وطلبه منه الخروج .
وهو ما استجاب له الأمير لما يعرف عنه من صدق ووفاء بالعهد والثقة ولولا ابن عم للأمير لفلت من الفرنسيين .
كول لسيد احمد كان أبعاد...في البعد إِتم إلا ينزاد
كولولو يحذر من تفكاد...ذا الوكر الفيه الكفر جديد
كولولو عن لعراب زاد.... إذ ارتفعت لن تعود
المرء يعرف في الأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم كأصله.
رحم الله الشهيدين وجمعهم في عليين..
من صفحة الشيخ سيدي محمد سك