ضابط شرطة أثناء وظيفته يعامل أستاذه بطريقة غريبة

اثنين, 30/01/2023 - 20:56

أحد المعلمين يروي انه كان يقود سيارته فأوقفته دورية المرور ،فبادر ضابط المرور بطلب الرخصة وأوراق السيارة وهو يتفحص وجهي من وراء عدساته الشمسية المعتمة

،فسلمته كل ماطلب من وثائق ليبادرني بلهجة هادئة وحازمة

- لم تربط الحزام يا أستاذ

- قلت نعم للأسف

- قال هذه مخالفة

- قلت نعم أعترف أني أخطأت وأستحق المخالفة

بدأ الضابط بتدوين قسيمة المخالفة وقال لي : انت أستاذ ومعلم تربوي؟ قلت نعم 

قال : إذا غش طالب في الامتحان هل تسامحه؟ قلت لا قال إذاً ماذا تفعل؟ قلت : أطبق عليه القانون

فناولني ورقة المخالفة وهو يضحك 

قال : هل يمكن أن تنزل من السيارة 

وبتردد واستغراب ،نزلتُ

فقام باحتضاني فجأة وبدأ يقبل رأسي.. كنت مندهشآ مما يحصل...

أستاذ أنا الطالب فلان ،درست عندك ،أتذكر حين غشيت من ابنك فلان في الامتحان فعاقبتنا حينها وسحبت ورقتي وورقته ومنحتنا صفرا وطبقت علي وعلى ابنك القانون؟

ومنذ ذلك اليوم عرفت ان القانون وُضع ليطبق على الجميع ولا يستثنى منه أحد ولو كان ابنك.

 

يومها بكيتُ احتراماً لك وحزناً انك طبقت القانون على ابنك دون ان تجامل فجعلتك مثالا لي

واليوم استاذي أطبق عليك القانون ولا أستثني أحدا لوكان ابني...

لم أستطع التحكم بدموعي فرحاً بأن هذا الضابط كان احد طلابي وعرف ماذا يعني تطبيق القانون وهو بالمقابل كان يناضل من أجل أن لا تسيل دموعه حفاظآ على هيبة الزي العسكري الذي يرتديه

فأخرج مبلغا من جيبه الخلفي وقال :

أقسمت عليك يا استاذي أن تقبل هديتي.. فامتنعت 

فألحّ عليّ وقال : القانون طبقته عليك ،لكن قيمة المخالفة علي فأنت معلمي وأبي وقدوتي... أدامك الله تاجا فوق رؤوسنا. حاولت الامتناع فألح بشدة وسانده زميله الذي شهد الموقف بتأثر.

 

غادرت المكان وقد سرَتْ بين أضلعي سكينة عجيبة وسعادة غامرة ودموع فخرٍ انه تخرج من تحت يدي جيل لا يخون وظيفته ولا وطنه.  

تلك ثروة المعلم والمربي اذا غرسها في طلابه صلح المجتمع وصلح الوطن فالتعليم وتطبيق القانون لا يقدر بثمن.

 

من صفحة الدكتور/ محمد الأمين ولد محمد

  

         

بحث