طرد رئيس الصين من المؤتمر
والشيء بالشيء يذكر

لفرط ما استعملت عبارة "الشيء بالشيء يذكر" لاحظت أن البعض أصبح يتحرج من استعمالها ظنا منه أنها حصرية، ورأيت بعضهم يكتب "الأمر يعرض للأمر"، والبعض يكتب "الأمر بالأمر يذكر" !! 
"الشيء بالشيء يذكر" عبارة عامة استعملها العرب للربط، وممن نظمها الشاعر ابن الأمير الصنعاني بقوله والعبارة هنا وضعت في أعلى مراتب التوظيف في مدحه ﷺ : 
يقولون عند الطِّيب تذكرُ أحمدا :: فهل عندكم من سنّةٍ فيه تُؤثر
فقلتُ لهم لا، إنّما الطّيبُ أحمدٌ :: فأذكرُهُ، والشيءُ بالشيء يُذكَر ُ

لدي لازمة وحصرية، اللازمة هي (كامل الود وأخواتها) وهي ميسم أضعه خوفا من لهناتيت، والحصرية هي (المنتبذ القصي) اسم جعلته علما على موريتانيا لا أظن أن أحدا سبقني إليه.

نعود إلى طرد رئيس الصين السابق من مؤتمر الحزب الشيوعي، والشيء بالشيء يذكر

في الثامن من يونيو 2003 جرت محاولة انقلاب قادها الرائدان صالح ولد حنننَ ومحمد ولد شيخنا، وما يعرف بتنظيم فرسان التغيير،  واحتلت دباباتهم القصر الرئاسي.
 هرب الشيخ العافية إلى سفارة إسبانيا صحبة لوليد ولد وداد، طالبين اللجوء السياسي.

فشل الانقلاب وصدم ولد الطايع في اثنين من أشد الناس التصاقا به وقربا منه وارتباطا به وبنظامه وفلسفته في الحكم.
كان الشيخ العافية وزيره الأول ومحل ثقته، وكان لوليد عيبة سره والعقل المدبر" لكثير من القضايا الشائكة في مجال تصفية خصومه السياسيين ورسم خارطة ما يسمى "موريتانيا الأعماق" .
بعدما التقط ولد الطايع أنفاسه قام بإقالة الرجلين.

وفي مساء يوم الاثنين 07-07-2003 اجتمع المجلس الوطني للحزب الجمهوري الديموقراطي الاجتماعي، الحاكم آنذاك بأمر من معاوية ولد الطايع رئيس الحزب رئيس الدولة.
 حضر الأعضاء عن بكرة أبيهم وقفوا ينتظرون قدوم معاوية الذى قيل إنه غضب - غِبَّ انقلاب 8 يونيو- غضبا لم يغضبه قبل ذلك، بل أصبح سريع الغضب سريع الانفعال.

كان الناس واقفين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء، ودخل ولد الطايع القاعة وقد هُيٌئتْ له طاولة كبيرة فقال بحدة وكان واجما: ارفعوها قاموا برفعها وجاؤوا بأخرى صغيرة ، جلس عليها وقال :

" أَرَانٌ صَايْعينْ الشيخ العافية" فبهت الرجل وخرج يشق الصفوف منَكٌس الرأس.
ثم قال مرة أخري:
"أَرَانٌ صَايْعينْ لوليد ولد وداد" فخرج الرجل بنفس الطريقة يشق الصفوف منَكٌس الرأس.
ثم سكت قليلا وقال :
" أَرَانٌ امْعَيْنينْ بلاه ولد مگيَّ اعل الحزب" 
ثم سكت قليلا وقال:
" المناضل ألاَّ افلان ... المناضل ألاَّ افلان ... " ذكر بعض الأسماء وهو متشنج منفعل.
انتهي الاجتماع خرج معاوية والناس قيام كأنما على رؤوسهم الطير.

دالت دولة ودالت بعدها أخرى، والأيام دول، فسبحان من تفرد بالبقاء.

كامل الود
تدوينة بقلم/ سيدي محمد Xy