للوهلة الأولى -ولمن لا يعرفه- قد تحيلكك الصورة إلى زعماء المافيا أو أباطرة الممنوعات او المترفين الخلجان.. بينما الواقع خلاف ذلك
سأحشر بعض الحروف على عجل و فى جُمل وأنسج من تلك الجمل سطورا مقتضبة يسيرة..هي فى النهاية لن تفي الرجل حقه فلست خير عارف يحدثكم عنه ولكن حسبى أن أثير موضوع جهبذ من العباقرة لم يغتنمه وطنه...وقد اضاعوه وأي فتى اضاعوا .؟!
كانت بداية المعرفة مع #عبد_المجيد_البخارى سماعا ونحن فى الاعدادية عن طريق صديق مشترك هو زميل دارسة لنا وهو المهندس محمد احمد ولد الشيخ وقد كان يحدثنى عن فتى متوقد الذكاء مجد مجتهد فى دراسته وكان منطوق حديثه فى حدودى معقول فهمي قياسا على من عرفنا ممن يشترك معه فى هذه الصفات
بعد فترة وتحديدا فى بداية الثانوية حط الفتى رحاله علينا فى ثانوية #الجديدة قادما من إعدادية التطبيق وكلاهما بلكصر..فتطلع الجميع لمنافسته وبالأخص المتميزون منا أصحاب التفوق فى المواد الثانوية فضلا عن المواد العلمية..
وماهي إلا أشهر قليلية حتى علا كعبه على هام المتميزين.. ليس فقط فى الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية .بل وحتى فى المواد الثانوية كالتربية الإسلامية و التاريخ..إلخ
فأظهر عبقيرة وتوقدا لافتين حتى بات التنافس منحصرا فى من سيحل بعده... كل ذلك فى تواضع وبساطة وخفة ظل..
وعندما جاءت الباكلوريا لم يكب جواده ولم يزلّ فارسه وكان من الأوائل إن لم يكن الأول فقد خانتنى الذاكرة ها هنا وخرج بمنحة إلى المغرب ثم حول أو أكمل دراسته فى فرنسا
وهناك وطيلة فترة الدراسة ظل يفعل مع بنى الأصفر ما كان يفعل مع بنى الأدخن..فتنافسه كان مع المواد لا مع الطلبة حتى تخرج خبير معلوماتية من الطراز الأول ويتكلم ثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنكليزية
وهناك تسابقت للظفر به كبريات الشركات حتى فازت به وكالة الفضاء الأروبية فى بعض مراحل عمله هناك..وقد عمل معهم على تطوير برنامج لتحديد المواقع شبيه ب GPS ألأمريكي غيره أنه أدق..
وكان الأ روبي طون كلما طرأ برنامج معلوماتي جديد فى أمريكا أو كندا يبعثوه إلى هناك لتعلمه حتى يظل على إحاطة بكل جديد فى المجال
وفى مرة من المرات صادف وجوده هنا فى موريتانيا حصول عملية قرصة لموقع وكالة الوثائق المؤمنة وموقع الوكالة الموريتانية للأنباء..فساءه ذلك وسعى فى لقاء الرئيس حينها محمد ولد عبد العزيز
وقد تم اللقاء بالفعل وعرض عليه تأمين جميع المواقع الإلكترونية الخاصة بالدولة على الانترنت..وهو ما لم يتفاعل معه الرئيس على الوجه المطلوب..
لقيته بعد ذلك وبعد تجاذب لأطراف الحديث عرج بى على اللقاء..وقال لى بأنه لم يلمس من الرئيس التفاعل المطلوب ثم اردف قائلا..ربما يظنون أننى أطلب وظيفة..ٱن مهما بالغوا فى توظيفي ورفع راتبي لن يبغلوا راتبى الذى أتقاضاه هناك فى أوروبا
وفوق كل هذا هو رجل مستقيم يمتاز برسوخ الإيمان وحب الخير فضلا عن خصال المروءة من شجاعة وشهامة وكرم..اليوم هو مقيم فى كندا. يتقاضا راتبا اعلا من راتب رئيس الجمهورية..وصحتين بعد..نفس تستحق
مثل هذه النخب الرفيعة الشابة كان يجب على الدولة الاستفادة منها عوض ترك الهجرة خيارا أرحب لها
ولكن ولأننا بلد الوساطات والمحسوبيات والرشوة والكيد ولمكر و #كلت الوضوح حتى وعدم توفر رؤية استراتيجة تسوسنا فلا أمل فى الاستفادة من هذه النخب ..والله المستعان.
من صفحة المدون/ دمبرة السمان