![](https://eljewahir.com/sites/default/files/styles/large/public/field/image/%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%84_376.jpeg?itok=jdXtOmG6)
وما ظننتُ أحدًا يصلُ بالبلد لحال من السوء والتردي أكثر مما فعلَ محمدُ الأول حتى جاءَ محمدُ الثاني فقلتُ رحمَ الحجاح ما أعدله
إن حماقة الأول وتهورَه وجبروته في تدمير البلد لا يقابلُها إلا ضعف الثاني وخموله وركونه إلى الذين ظلموا، فخلَق بضعفه قوتَهم وبخمولِه نشاطَهم فجاسوا خلال الديار وملؤوها جورا وظلما وفسادا
وإذا نام الراعي استفردت الذئاب بالقطيع فكيف إذا تمالأ معها وتغاضى!
إن هؤلاء عصابة من أوباش الناس وسوقتِها لايصلحون لتدبير بيوتهم فكيف بِبلَد!
ولقد جعلوها دُولةً بينهم ومشاعًا؛ أحاطوا بها كما يحيطُ الأكلَةُ بالقصعةِ فبعضهم ينهشُ والبعض يبتلع دون كبير عناء
لايتناهَون عن مُنكر فعلوه، يعبدون تمثال الحاكم سواءً كان من رخام أو ورَق؛ ولو ضربَ وجوهَهم بالنعال ووطِئ أمهاتهم وبال على قبور آبائهم فإنهم راضون رِضَى المُكرَهِ لجُبنِهِ والخانِع لذُلّهِ والمسعتبد بطمعه
البلد بالنسبة لهم خزنةُ مال فإن أُعطُوا منها رَضوا وإن لم يُعطَوْ منها إذا هُم يسخطون
وإنّ لكل حاكم رجاله وأسلوبه وليس بمظلوم من اختار بمحض مشيئته؛ فإنْ أبصَر فلنفسِه وإنْ عميَ فعليها
وتاللهِ لقد عَمي؛ فنحنُ وإياه في مستنقع من رجيع وحَمإٍ لا نقدم رِجلا حتى تغوص أخرى، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
تدوينة بقلم/ د. خالد عبد الودود