أكد البروفسير الجراح يعقوب ولد محمد اسغير أنه يجب على الدولة أن تفرض "معاينة طبية للزوجين قبل الزواج، مع إجراء فحوص للزوجين، عقبها يتم تسليمهم شهادة لترفق مع ملف عقد الزواج وبصفة إجبارية".
ورأى ولد محمد اسغير في مقال له تحت عنوان: "إجبارية المعاينة الطبية قبل الزواج صمام أمان صحة أجيالنا القادمة"، أن هذا "الإجراء لن يمنع الزواج إلا في حالة خاصة نادرة"، مردفا أن "الهدف منها منع إصابة الشريك، وضمان تلقيه العلاج قبل أن تنتقل له العدوى، كما أنها لا تتعارض مع الإجراءات الشرعية والعرفية للزواج".
ورأى ولد محمد اسغير أنه يجب على العلماء، والإعلاميين، والأطباء، نقاش هذه الأمور علنا، وإخراجها من المكبوتات لكي يساهموا في تبسيطها، وتقبل المجتمع لها، لما في ذلك من إنقاذ أنفس من خطر محقق، ونشر للوعي الصحي السليم، ولاستشعار المسؤولية الشرعية والأخلاقية تجاه الآخرين.
وتحدث ولد محمد اسغير عن تزايد مخيف في الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس، كـ"السيدا" و"الكبد" و"الزهري" و"السيلان" وغيرهم في موريتانيا.
وأرجع الدكتور تزايدها لعوامل منها "التمدن الفوضوي الكاسح الذي شهدته معظم مدن البلاد خاصة العاصمة نواكشوط نتيجة نزوح سكان القري والأرياف طلبا لعيش كريم في ظل موجات الجفاف الخانقة، بالإضافة لتراجع دور المحاظر في تربية النشء، وكذا الفقر، والجهل، وغلاء المهور، وهيمنة العادات الاجتماعية الضارة، عوامل من بين أخرى ساهمت في تفشي العلاقات الجنسية غير المضبوطة، سواء من خلال كثرة وفوضوية الزيجات، أو عن طريق ممارسة الرذيلة، وتعدد الشركاء والشريكات".
وعدد ولد محمد اسغير الاحتمالات التي سيفيد فيها هذا الفحص، ومنها على افتراض أن "الزوجة مصابة بمرض الكبد المزمن، والزوج سليم، في هذه الحالة نقوم بإعطاء جرعتي تلقيح للزوج بينهما شهر، وبعدها يتم القران دون أي مشكلة. وبالطبع يلقح الأطفال عند الولادة لأن أمهم مصابة".
أما الاحتمال الثاني فهو افتراض أن "الزوج مصاب بمرض الكبد الوبائي، والزوجة سليمة، في هذه الحالة تأخذ الزوجة جرعتي تلقيح يفصل بينهما شهر، بعدها يمكن أن يتم القران، وليست هنالك أي إجراءات أخرى"، لافتا إلى أن الأمر قد "يتطلب معاينة روتينية مع طبيب الجهاز الهضمي لكل مصاب بالفيروس، وبصفة منفصلة عن الزواج".
وفي الاحتمال الثالث، فهو إصابة الزوجين بالكبد، وفي هذه الحالة "يمكن عقد القران مباشرة دون تلقيح، ولكن يعطي التلقيح للأولاد عند الوضع لحمايتهم".
ورأى الدكتور ولد محمد اسغير أنه "في حالة إصابة أي من الشريكين بالتهابات جرثومة أخرى، كـ"الزهري"، و"السيلان"، يعطي جرعة دواء من أسبوع الي أسبوعين وينتهي الأمر".
أما في حالة إصابة أحدهما بـ"السيدا" فيتم إخبار الطرف الآخر، ويخير بين قبول الزواج أو رفضه، ليقدم على بينة، ووعي، أما في حالة كانا مصابين معا فلا إشكال.
ولفت ولد محمد اسغير إلى أن "الأمر سهل جدا، ولا يعني الشك في الشريك، أو الريبة في سلوكه، أو أخلاقه، كما أن الإصابة بأحد هذه الأمراض كالسيدا أو الكبد، ليس إدانة، ولا يعني أن المصاب بها مارس محرما، أو انتهك محظورا، فطرق انتقال هذه الأمراض متعددة، فهي يمكن أن تنتقل عن طريق آلة حلاقة، أو اثناء الولادة، أو إثر استعمال آلة حادة ملوثة بالفيروس".
الاخبار