الجزء الثاني من القصة المرعبة "حبٌّ بين المقابر"

اثنين, 25/04/2022 - 16:09

مرّ يوم وفارس ما زال يفكر بأمر هذه المرأة ..شعور غريب يشده اليها لا يدري سببه...! أهو الفضول ام شيء آخر لا يعرفه...!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد..ذهب الى كفر كنا حيث نزلت فربما يجدها هنا او هناك .. ولكن دون جدوى وعندما عاد الى الناصرة رأى نفس المرأه تجلس على أحد مواقف الباصات .. اقترب منها واراد ان يحدثها لكنه كان خائفا من ان تكون هذه المحجبه اليت يراها امرأة اخرى .. فكيف يميز ان كانت هي ام شبيهة لها .. وبحركة غير متوقعه ,اقتربت ذات الخمار الاسود من شباك السياره..
وقالت: ليش اتأخرت يا فارس .... انا بستناك من ساعه ونص..؟
صعدت الي السياره واغلقت الباب.. وهي مازالت تعاتبه على تأخره وكأنها على موعد مسبق معه..
بقي فارس صامتا وعلامات الاندهاش والتعجب تظهر على وجهه والحيرة تعتصره لأنه لم يفهم شيئا مما يدور حوله
فقالت له: أوصلني لمدينة حيفا
ضحك فارس وقال : أنت تأمري سأوصلك لحيفا ولأي مكان تريدين.....فقط قولي لي يا......
قاطعته وقالت: ياسمين...اسمي ياسمين ناديني ياسمين
فقال : ياسمين قولي لي بجد...هل كنت تنتظريني أو أنك تمزحين ؟
فقالت :نعم... انا كنت أنتظرك ... ماذا كنت تعتقد أني أفعل هنا ...أنتظر شابا آخر مثلا؟ .. على العموم ان كنت لا تريد رؤيتي سأنزل هنا...
ثم فتحت الباب وهمت بالنزول لولا انه اعتذر لها
وقال : انا أريد رؤيتك...لكني لا أرى منك أي شيء غير هذا السواد!؟
فردت عليه غاضبة وقالت : مش مصدقني ..؟ قلت لك انا حلوة وجميلة.. اقسم بحياة والدتي اني حلوه ,وستراني في الوقت المناسب
رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأس وقال : ياسمين قولي لي هل انت انسانه انا أعرفها وتريدين المزاح معي من وراء هذا الخمار أو أن احدا سلطك علي علشان تجنينيني
قالت ياسمين : لا...انا لا أعرفك وما فيه حد سلطني عليك....بس من اللحظه الاولى ال شفتك فيها صرتُ قدرك وبعدها عرفت عنك كل شيء
قال لها فارس : شو قصدك...؟!
قاطعته ياسمين وقالت له : لقد وصلت..... عليّ ان أذهب الآن...
غادرت ياسمسن الغامضه وبدأت تسير بالشارع حتى اختفت بين الزحام وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فأخد بالضحك مستسخفا بكل ما يحدث وقد اتخد قرارا ألا يفكر في هذه المرأه الغامضه الي تود فقط ان تثير فضوله في لعبة ذكيه .. فلابد ان يكون من ورائها احد ما.. وعاد الى عمله ليشغل نفسه ,لكنه فشل في ان يطرد خيالها من مخيلته
واخذ يسأل نفسه : ما الذي يشدني الي هذه المقنعة السوداء ؟ هل هو الفضول ام ان أسلوبها المثير قد اثر عليّ ؟
شقت السياره طريقها من جديد الي مدينته "الناصرة" وما ان وصل فارس حتى بدأ يقوم باتصلاته لترتيب عدة مواعيد لعمله .. بدل التفكير بسخافة هذه المرأه وما ان مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العودة الي البيت حتى فوجئ بالمرأه صاحبة الخمار الاسود تشير بيدها ليتوقف.. دق قلب فارس بسرعه واصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ..شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل .. وسعادة لرؤيتها....
توقف واقتربت ياسمين من السياره وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوف بالسواد على الكرسي
وقالت ياسمين : فارس ممكن اتوصلني ل"بئر سبع"؟
لم يستطع فارس الاجابة بل وجد نفسه يسير في الطريق المؤدية الي بئر سبع دون ان يجادل او يأبه اذ كان عليه العوده الي البيت او اذا كان احدهم بانتظاره ..خيم الصمت لدقائق طويلة عليهما كانت كأنها سنوات... لم يتكلم احدهما ونظر فارس الي المرأة بعد ان استجمع جملة واحده بعد الذهول الذي اصابه
وقال : ياسمين انا في حياتي كلها ماعرفت معنى الحب .. ولا يهمني من تكوني او من انت.. انا بصراحة حبيتك من اول مره سمعت صوتك فيها .. ولم أرَك لا أعرف من بتكونين .. بس لاول مره في حياتي بشعر اني مهزوم...ايوه انا مهزوم.....بحبك
فقالت له ساخرة : بعدك ما شفتني وحبيتني .. الله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك ...
فقال فارس: راح احبك اكثر
فقالت ياسمين: بصراحة انا أيضا فكرت أن احبك وخاصة اني قدرك يا....
قاطعها فارس وقال : ياسمين ..عن جد انت تصدقين ما أقول لك؟
فقالت ياسمين :آه يافارس مصدقتك ..ما انا قلت من اللحظه الاولى اني انا قدرك
فقال فارس: ياسمين مَن انت ؟
فقالت ياسمين: لا تسأل ...ستعرف بنفسك من أكون....
وفي هذه الاثناء مرت السيارة من امام حاجز للشرطه كان بجانب الشارع السريع بيت تل ابيب وبئر السبع واشار الشرطي الي سيارة فارس بالتوقف لتجاوزه السرعه .. استجاب فارس للنداء وتوقف بجانب الطريق واقترب من النافدة شرطي وطلب من فارس اوراقه الخاصه : الرخصه والتأمين ورخصة السيارة وهمَّ فارس في اعطاء الاوراق الي الشرطي ,وفي تلك الاثناء طلبت منه ياسمين ان لا يستجيب لطلب الشرطي وان يسير بسرعة..
سار فارس وهو لا يأبه بعواقب ما فعل مع الشرطه واخذت ياسمين تضحك ولكن ماهي الا لحظات حتى كانت عدة سيارات شرطه تطارد سيارة فارس وتنادي عليه بأن يتوقف على يمين الطريق
وجد فارس نفسه في ورطة كبيرة وتوقف رغم ان ياسمين طلبت منه ان لا يهتم بهم ونعَتها بالجنون
وقال لها: انت مجنونه وتريديهم أن يقتلونا
أحاطت الشرطه بالسيارة بعد ان توقفت واقترب الضابط الاسرائيلي منها وعلى وجهه علامات الغضب..

رابط الجزء الاول من هنــــــــــا

 

  

        

بحث