كنت إلى فترة قريبة أؤمن بأن مخاطبة الأصغر لمن هو أكبر منه ذات قاموس خاص مدارها على الألفاظ القريبة الطيبة وجمل التقدير.
وشاءت الأقدار أن تبزكيت مرة وشركت مرة، وفوجئت بمستويات التباين في الخطاب
فلأول مرة أسمع في لكوارب تلميذا يخاطب أستاذه قائلا..أستاذ تكايس
أما حوز هك ..بمعنى أفسح لي الطريق فهي من يوميات الخطاب
وأغرب تلك العبارات عندما يلقاك صديق باشا هاشا كاشا ويقول لك: انت اخبارك هون
فتدور بك الحيرة بين بسمته وبشاشته وغرابة السؤال ..قبل ان تعلم انه لازمة من لوازم الاحتفاء والاستقبال عند السطاريين والأسكاليين.
هنالك عبارات أخرى ينطقها القواربيون الأصلاء بصوت طريف مثل ضم الخاء من فعل الأمر خش
او ضم النون والكاف الاعجمية من النگر اي الداخل
عندما يخاطبك احدهم مستبشرا بمقدمك: خش ..خش النكر.
وفي الشرق عبارات لم تكن من مالوف الاستخدام في ضواحي نواكشوط مثل عبارة الاحتفاء: وني.
وقد كنت اظن أنها عبارة لا يمكن توجيهها لغير الاطفال مثل عبارة يوكي
اما كبرى الغرائب فهي عبارة انبلز التي كانت تعني في بعض البيئات أقسى عبارة الطرد.
وفوجئت مرة بامراة طايبة في لعيون تقول عن والدها انه انبلز واعد المرصة.
وعند عودته كرر هو اكثر من مرة انه انبلز من هون ..وانبلز من إلاه
اما عبارات يكلع بوه ..ويكلع امو فقد كانت من السب والشتم الشديد في ضواحينا قبل ان اكتشف انها لازمة عند اهل الساحل وهي أكثر في أحاديثهم من الصلاة على النبي في دلائل الخيرات.
ذات مرة صرخت جارتنا مخاطبة اخاها: يكلع بوك انت خالك ما سلمت عليه
رد عليها: يكلع امك هو اينت جا.
وكل ذلك على مسمع الأبوين المكلوعين والخال المحتفى به.
يكلع بوه
منقووول من صفحة "ما بين السطور"