أنا اللص في داري
دخل لص خلسةً
الى داري
فسرق ساعتي
ومزهرية الورد
وقلادتي
بحثت في كل مكان
عن لص سرق
متاعي
بحثت عنه في الاسواق
وفي السجون
لعلي استعيد مالي
فلم اجده فقررت
ان اذهب الى الشرطة
ببلاغي
دخلت الى قائد الشرطة
لكي يقبض على لص
سرق داري
بدأت ابلغه فرأيت بيده
ساعةً تشبهُ
ساعتي
فقلت ياسيدي عذرآ
ربما قبضتم
على سارق داري
فهذه الساعة التي
في يدك ورثتها
عن ابي و اجدادي
نظر نحوي بخبث
وقال ياحراس أدخلوه
سجن انفرادي
بعد عام اُطلق سراحي
فقررت ان اذهب
الى القاضي
اشتكي قائد الشرطة
ولص ٍ يعبثُ
بداري
وقفت امام قاضي القضاة
ابحث عن حقي
فرأيت امامه
مزهرية أزهاري
قلت ياسيدي القاضي
هل قبضتم على اللص
الذي سرق داري
فهذه المزهرية ملكي
وفيها كنت اضع
ازهاري
صمت الجميع
بما فيهم انا
بعد ان صرخ
القاضي
ياحراس خذوا هذا المجنون
من امامي
وعلموه
كيف يحترم القاضي
وبعد عام او عامين
تذكرت اني كنت
في حضرة القاضي
ذهبت مسرعآ
ومستنجدآ
الى عند سيدي الوالي
شرحت كل شي
بالتفصيل الممل
هذا ياسيدي
ماجرالي
اللص وقائد الشرطة
وقاضي القضاة
كلهم صاروا اعدائي
نظر الوالي الي متبسمآ
وقال اخشى
ان تقول بأن قلادتك
هي التي يلبسها
الوالي
نظرت الى قلادتي
معلقة
في عنق الوالي
وفهمت الدرس اخيرآ
بأني ومااملك
ملكآ للوالي
فلم يدخل اللص داري
ابدآ
وانما انا كنت اللص
في داري.
الشاعر العراقي أحمد مطر