بعد ان نظرت ريهام الي حيث أشار هذا الرجل ,وجدت امرأتان تشبهانها تماما .. إحداهما وجهها شاحب وجسدها هزيل لا تستطيع الوقوف من شدة المرض ,تقطر دما من الا,سفل شعرها قد تساقط بالكامل ,تسمعها تتأوه من شدة الالم وتقول : يا رب أغثني بالموت يا رب فإنني لم أعد أتحمل الالم .. اما الاخري فهي محجبة مبتسمة ,نور التقوي يشع من وجهها .. قال لها الرجل ..رحبي بضيفتيك .. قالت في تعجب شديد :
مَن هاتان ؟!! انهما تشبهاني تماما .. فابتسم كعادته وقال : بل انهما انت بالفعل .. تعجبت قائلة .. انهما انا !! كيف هذا ؟!! فقال لها .. وقد اشار الي الهزيلة المريضة .. الاولي انت بعد عام من الان وقد أصبت بمرض خطير ليس له في الطب علاج نتيجة فعلك للفحشاء مما يجعلك تحيضين طوال العام وتنزفين من كل مكان .. اما الاخري فأنت بعد ساعة من الان .. في روح وريحان وجنات نعيم .. فأي الاقدار تختارين ؟!! قالت .. يا الله .. وهل لي ان أختار قدري ؟؟!! أخبرني من فضلك الآن .. فتَلاَ عليها قول الرحمن .. الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما .. قالت له بصوت حزين يا ويلي من سوء الخاتمه .. فأعاد عليها نفس السؤال .. أي الاقدار تختارين ؟؟ قالت لو كان لي حق الاختيار .. سأختار ان اكون من الاطهار .. وفي الاخرة مع الابرار فابتسم لها قائلا .. اذن فاغتسلي من هذا الماء وقومي لرب السماء واستغفريه من كل ذنب وادعيه خوفا وطمعا فإن الاقدار بيد الله والتوبة والدعاء يدفعان البلاء … قالت اخبرني بالله عليك من انت .. قال لها : أنا دعوي دعتها لك امرأة قد أحسنتِ اليها .. فقالت في دعائها :
اللهم اهدها وردها اليك ردا جميلا طيبا وأحسنْ خاتمتها وقد استجاب الله لها وبعثني اليك حتى أرشدك الى الطريق المستقيم .. قالت الحمد لله رب العالمين .. وفجاة استيقظت ريهام من نومها ,فقد كان هذا حلما جعلها تعرق بشدة بل تفيق قبل فوات الاوان..ثم تناولت كوبا من الماء وأخذت تردد الشهادة عدة مرات وأسرعت الي الحمام واغتسلت بالماء وقامت ليلها ,تناجي ربها وتستغفره على ما كان منها والدموع من غزارتها تملأ ارجاء المكان.
وبعد ساعة بالفعل قُبضت روح ريهام وهي ساجدة لربها وقد غفر لها كل ذنوبها وأبدلها جميعها بالحسنات فقد تابت توبه نصوحا والله قبِل توبتها .. فقد قال تعالي .. قل يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم .. وقال تعالي .. وتوبوا الي الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون .. صدق الله العظيم .. اللهم تب علينا جميعا واهدنا الي سواء الصراط واختم لنا خاتمة السعادة اجمعين .
لمتابعة الجزء الثاني من القصة ,يرجى الضغط هنـــــــــــــــــا