خرج الرئيس السابق منذ بضعة ايام من سجنه في مدرسة الشرطة كرها و توجهت به سيارة اسعاف هذه المرة صوب المستشفى العسكري الذي سبق وان دخله ذات يوم وهو ينزف و بطبيعته رفض الدخول على السرير وصمم على ان يدخل واقفا على قدميه كما فعل لاحقا في مستشفى القلب .
لم يكن ملف العشرية ضمن تعهدات الرئيس غزواني ولكنه تصدر ما انصرم منها وهي التعهدات التي فتك بها الوباء و اربكتها فصول ملف العشرية وانشغال الفريق الحاكم الحديث والقديم بصياغة إدانة موثقة لقائد بعضهم المنصرف وخصم الآخرين .
لم يكن حال الرئيس في المستشفى بافضل من حاله في سجنه الا انه كشف عن خلاف شديد يعصف باسرة الرئيس الضيقة وهو الخلاف الذي شتت جهود انصاره و حد من جهود تصدي اسرته للملف الذي يشمل بعضهم .
اصدر فريق اتهامه عدة بيانات من وزارة العدل تارة ومن مستشفى القلب ولم يصدر المستشفى العسكري أي بيان وهو المحطة الأولى من محطات علاج الرئيس المصاب حسب بعض المصادر بجلطة وحمى ورعاف واخيرا اجريت له عملية قسطرة اكد الفريق الطبي الذي اشرف عليها على نجاحها كما اكدوا ان الرئيس شكرهم على جودة تأديتهم لماهم واضاف فريق الرئيس السابق انه قبل اجراء العملية اكد للفريق الطبي ان المنشأة الصحية التي شيدت خلال عشريته كان حريصا على ان لا تغتني الا التجهيزات الطبية الاصلية وانه تركها في ايديهم وهي ايد ماهرة ومقتدرة و امينة وهو يثق فيها كل الثقة وطالبهم بمباشرة عملهم فما ينقص النجاح هو فقط التوفيق وهو من عند الله .
وبرغم نجاح العملية لا يزال الرئيس السابق بمستشفى القلب ولا تزال اسرته وهيئة الدفاع عنه ينتظرون بلهفة التقرير الطبي الختامي وفي هذه الاثناء لا تزال مصادر العائلة متضاربة حول صحته وحول اهتمامه بالمرابطين بباب المستشفى من انصاره ، في حين لا يزال فريق الاتهام ومن يشجعه يؤكدون تعافي الرئيس و شفائه وما يتطلبه وضعه الطبيعي وضرورة اعادته الى سجنه وهو ما يرفضه انصاره وافراد اسرته الذين يطالبون السلطات بالإفراج عنه وطي الملف والسماح له بالرفع الى الخارج .
هيمنت عدة اتجاهات على الملف الذي اخذ من عهدة الرئيس الحالي اغلب وقتها وجهدها وظل حديث الساعة وحينما دخل الملف وزعيمه المستشفيات ازدادت حيرة الشعب و تضاءلت إشارات حلحلته رغم ان المرحلة تتطلب وقف مطاردة الدخان وترشيد مصادر الجمهورية وهي تواجه الجائحة والمخاوف من توسع دائرة العنف على حدود البلد الشمالية والشرقية بالتزامن مع ضعف اداء الحكومة الذي اعلن عنه الرئيس الحالي اكثر من مرة ، فهل سيخرج الملف من العلاج بكلمة سواء بين خصوم اليوم رفاق الأمس ام ان الجماعات الصغيرة ذات الصلة لها وجهة نظر ثالثة قادرة على فرضها على اللاعبين الكبار.
محمد أعليوت / كاتب صحفي