سلطت الكاتبة والمدونة المعروفة خديجة منت سيدينا الضوء على ما يحدث من تجاوزات في إحدى أهم المؤسسات الخدمية في البلاد وعلى مغالطة كبار المسؤولين فيها لرئيس الجمهورية.
وجاء في تدوينة على صفحتها في الفيسبوك ما يلي :
إخوتي الكرام، السلام عليكم
بسم الله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله،
المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء(تآزر)، انشئت لتلعب الدور الاساسي فى تطبيق البرنامج الاجتماعي لرئيس الجمهورية من خدمات وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين الاكثر هشاشة وفقرا وتستهدف 219 بلدية، وفى هذا التقرير الاستقصائي، سنسلط الضوء على ما كان مقررا ان ينجز لسنة 2020_2021, وما ذا انجز منه؟
مندوبية تآزر تتكون من خمسة برامج: *البركة* ، *الشيلة* ، *التضامن* ، *داري* ، *التكافل* ،
ويتولى تسيير هذه البرامج الخمسة شخصيات من انزه ابناء الوطن وأكثرهم كفاءة، ولكن ليست لديهم أي صلاحيات منزوعي الصلاحيات، فالصلاحيات كلها متمركزة بيد المندوب الذى يتحكم فى كل كبيرة وصغيرة؛
ويتولى مكتبين خاصين دراسة المشاريع ويتم ذلك على حساب تآزر وهما: الصبر، والتصميم، 90% من دراسة المشاريع ينفذها مكتب الصبر، و10% ينفذها مكتب التصميم،
واحيانا تتم دراسات مفوترة ثم تلغى لتعاد الكرة مرة اخرى،
وإليكم ما كان مقررا لسنة 2020_2021 نسبة97% من المشارع التى تمت المناقصة فيها كانت فى سبع ولايات هي: لعصابة والحوضين وكيدي ماغا وكوركول وتكانت واترارزة, فماذا انجز من هذه المشاريع على ارض الواقع؟
*برنامج الشيلة* يعني بالصحة والتعليم والمياه،
التعليم: كان من المقرر سنة 2020_2021 ان يتم إنشاء 113منشاة تعليم مقسمة على الولايات سابقة الذكر فى المناطق الهشة وآدوابة،تم إنجاز 3 مدارس فقط من بين113 مدرسة ،
فى حين تمت دراسة بعض مشاريع المدارس والغيت بعد فوترتها،
وجدير بالذكر ان دراسة مشروع مدرسة من طرف المكاتب المذكورة اعلاه تكلف 15مليون اوقية قديمة!
المياه: كان من المقرر فى سنة 2020_2021 ان تزود 220 قرية جلها فى الولايات المذكورة اعلاه بالمياه الصالحة للشرب، وقد تمت المناقصة لسبعين قرية منها فقط، ولم يتم توفير المياه لأي من السبعين قرية لأن من فازوا فى المناقصة لا يتمتعون بجميع الشروط المنصوص عليها من تجربة وكفاءة ووسائل، وقد تم إختيارهم على اساس الغلاف المالي المنخفض الذى لا يمكنهم من إنجاز العمل ولن يمكنهم من ذلك ابدا!
الصحة:كان من المقرر 2020_2021 إنشاء 64 منشاة الصحية من بينهم عدة منشآت كبيرة والاخرى نقاط صحية جلها فى نفس الولايات السابقة الذكر،
،وقد تمت المناقصة لبعضها بالطريقة السابقة(أي بفقد شروط المناقصة عدى الثمن المنخفض)ولم يتم تنفيذ اي منها ؛
تمت مغالطة الرئيس بانه تم توزيع 100الف بطاقة تامين للمواطنين لاكثر فقرا و من المؤسف انه أعلنها فى احد خطاباته،فى الوقت الذى لم يتم توزيع إلا عشرين ألفا منها، ولم يستفد اصحابها من الخدمة المنشودة،فلدينا معلومات عن بعض من وصل عواصم الداخل حاملا بطاقة التأمين ولم يستفد منها، فلجأ لتحمل تكاليف دوائه،
الكهرباء: كان من المقرر فى 2020_2021 ان يتم تزويد 120 قرية بالكهرباء ، ولا شيئ على الإطلاق انجز منها ا وتمت بعض الدراسات المفوترة ثم الغيت الدراسات،
*برنامج البركة* : كان من المقرر سنة 2020_2021 أن يتم تنفيذ 200 مشروع مدرة للدخل،لم يتم تنفيذ منها حتى الآن إلا حانوت بقرية بالقرب من النعمة تم تمويل له ماكينة طحين و منح قيمة 100 الف من البضاعة!،
كان من المقرر فى سنة 2020_2021 ان يتم إنجاز 46 سدا، تمت المناقصة على12سدا ووليت لنفس المقاولين السابقين الذين لا يتمتعون بالشروط الازمة للمشاركة فى المناقصة عدى تخفيض الثمن
وبقيت مشاريع السدود على مستوى الحفر وبعض ادوات البناء هنا وهناك واتخذها بعض الساكنةإصطبلا للحيوانات!
*برنامج التضامن* : بالنسبة لسنة 2020 لم تزود الحوانيت فى قرى الداخل بالمواد الغذائية،وبالنسبة لسنة2021 زودت الحوانيت مرتين وآخر مرة تم فيها تزويد الحوانيت منذ 3شهور ،، والمسؤولية هنا مشتركة بين مفوضية الأمن الغذائي وتآزر؛؛ والدليل انه عادة يتم دفع رواتب عمال الحوانيت من ثمن بيع البضائع، وفى سنة 2020 لأنه لا توجد بضائع كافية لدى الحوانيت تضمن صرف الرواتب،حولت مندوبية تآزر رواتب العمال إلى مفوضية الأمن الغذائي التى سلمتهم للعمال عبر مندوبياتها فى الداخل، ،وفى سنة2021 وبعد خطاب الرئيس الذى تعرض فيه لموضوع التضامن زودت الحوانيت بالبضاعة مرتين متفاوتتين سمحت بصرف رواتبهم من البضاعة!
*برنامج داري* :كان من المقرر 2020و 2021ان يتم إنشاء 1700 سكن اجتماعي لكل سنة،ولم يتم إنجاز اي منهم، وكلفت دراسة المشروع السكني 700مليون وتم إلغاؤها فى انتظار دراسة اخرى يجري العمل عليها حاليا! ، وكم تبني700مليون من مدرسة؟
*برنامج التكافل* : كان من المقرر أن يتم تحويل 32000 شهريا لمئة الف اسرة مع التأمين الصحي لها، ولم ير ذلك الإنجاز النور بعد، وقد تمت مغالطة الرئيس على انها تمت بالفعل واورد ذلك فى احد خطاباته!
وإنما استمرت التحويلات المخصصة ل 15000 أسرة أقرت فترة النظام السابق فقط،
او بعض التحويلات المؤقتة التى تمت عبر غزة وقد امر بها رئيس الجمهورية فى موجة كورونا الاولى وهي مبلغ 22000 لبعض الاسر وحولت على فترتين فقط ل200 اسرة!
وننبه إلى بعض المغالطات التى ترد على لسان بعض مسؤولي تآزر من تبني إنجازات كانت ممولة فى فترة الرئيس السابق على انها من برامج 2020_2021،،
و ان كل المناقصات التى تم العقد مع المقاولين فيها وعجزوا عن إنجازها كانوا قد اخذوا دفعا مسبقا يسمى" آفانص د دمراج"Avance de demerrage"،
والمناقصات التى الغيت وكثيرة تمت فيها فوترة الدراسة!
و وجب التحقيق فى من وراء مكتبي الدراسات المعتمدين لدى المندوبية،فالمعلومات تشير إلى أنه ربما توجد شراكة شخصية مهمة فى المندوبية وآخرين من بينهم شخصية كانت نافذة فى النظام السابق ومن المتهمين فى ملف فساد العشرية لدى القضاء.!
لقد سلطت الضوء على هذه المنشأة التنموية التى يعتمد عليها رئيس الجمهورية فى بعض برامجه الاجتماعية المخصصة للبلدات الاكثر فقرا وقد تم الالتفاف فيها على برنامج الرئيس بالخروقات الكثيرة التى شابت تسييرها، و لا ينبغي لي السكوت البتة ودافعي لذلك هو الوطنية والغيرة على الوطن والاهتمام بمصالح شعبنا الغالي، ومن لا يهتم بامر المسلمين ليس منهم.
والادلة موجودة،
نطلب من رئيس الجمهورية التدخل لتصويب الامور وإنقاذ برنامجه الاجتماعي الذى تتولى مندوبية تآزر تطبيق بعضه.
والله ولي التوفيق
تدوينة بقلم / خديجة سيدينا