((من يكره الصراحة فليتجاوز منشوري هذا
نحن مجتمع به جاهلية وطبقيتنا عجيبة ضمن التصنيفات البشرية وسأقدم أمثلة مختصرة لأحجية تعاملنا مع لمعلمين تحديدا امتهانا وغرابة -وعداوة - وتناقضا؛
بداية، امغطو الركَبة بأننا نحن مجتمع به جاهلية (سأشرح لاحقا في أسطر قليلة)، وهذا القول لا يغضب إلا جاهليا أو من اعترته تلك الجاهلية، ولا يمنع أننا منا المحسنون والصالحون وأهل الفضل عموما وتنوعا: فما لم يسلم منه أبو ذر رضي الله عنه في لحظة تفلت قبل أن يعود بسرعة وإنابة لرشد الهدي النبوي، لا يتنزه عنه عارضا أي منا!
ثم ان المزاح قد يكون بنيته الأصلية خالصة لكن مضمونه تراكم ذهنية وثقافة مرفوضة وغير سوية فلابد أن نعترف بذلك، لا أن نكتفي بحسن النية لتجاوز سيئ الموروث الثقافي. سأعطي مثالا: هل من مادة التندر بنية غير سيئة - وأنا فعلا لا أحكم على النيات - أن يقول أحد في مجلس إن لشياخ الفلانيين كذا؛ ولا يناله شيء من غضب الناس؟ هل ستكفيهم سلامة النية وعموم الفضل أو تعوُّد المسألة لدى المتكلم بطيبة وتراكم في مجتمع ألف أصلا هذا الأمر؟
لم ينتبه البعض أن تفكيكه معيب:
فأنت إن اعترفت أن الأمر دعابة (وقد يكون كذلك في نية المتكلم وثقافة البادية)؛ فأنت بذلك تقبل أن تراتبية معينة تمتهن بعض الناس كانت موجودة وبقيت في مرتبة الثقافة على الأقل. يتأكد ذلك أنك لو حذفت "لمعلمين" مثلا ووضعت "الشرفاء" أو "لشياخ" أو "اخيمات الخنفرة" بدلها - في حديث عابر مشهود كهذا - لما قبل الناس الأمر بسلامة نية صاحبه ولا سياقه مطلقا؟ إذا العقدة في المكون والبساطة لكون المكون ممتهنا.
ؤنحن قضيتنا مع لمعلمين غريبة ؤتؤشر لتخلفنا أصلا؛ لأننا مجتمع يمتهن اليد العاملة الماهرة فيه وهذه من الإشكالات العجيبة. ثم إن طبقيتنا حجرية: أعني أنها ليست مرنة. ففي بعض المجتمعات يحصل الارتقاء طبقة إن تحسن وضعك المادي أو العلمي في النبوغ مثلا او ازيانت ذاتك بااط؛ في حين تبقى الطبقية هنا جامدة: مثلا، لو كنت ممتهَنًا طبقيا، ثم صرت بطفرة وجهد جهيد منك، قارونَ بعلم مالكٍ ووسامة أوسم الخلق وذكاء اينشتاين، لبقيت امعلم، ازناكي، عبد .
ما حصل من استثناءات مشتتة عبر حقب مجرد تأكيد للقاعدة.
والاصل أن الطبقية تذوب بالدين وليست حال الشخص ولا صنعة يده مذمة:
بمفهوم الصنعة؛ داوود كان امعلم، ؤنوح كان امعلم ؤبمفهوم الرق والمرور به: يوسف كان عبدا، عليهم السلام
والخباب كان امعلم ؤعبد اخلاط، ؤبلال كان عبد ؤسلمان كان عبد ؤعجمي.. عليهم رضوان الله
مشكلتنا مع لمعلمين تحديدا ليست امتهانا لمن يصنع كل شيء في فيفائنا البدوية فحسب؛ بل بها بعض العدوانية غريب
لمعلم يهودي، لمعلم وذن تظهر اعليها نقطة حمراء عند الغروب، لمعلم غلاط ؤمسلوع (ولو ربينا ابن خيمة الخنفرة في بيئة ممتهنة ومسلوبة الذهنية أنها غلاطة لكثر غلطه؛ فالقضية محسومة بعلم النفس السلوكي والاجتماع وقهريته)
لمعلمين يشابهو .. تقال تهكما اعتبارا لهم فصيلا غريبا: ونسي القائل أنهم معزولون اجتماعيا لعشرات الأجيال غالبا ولذلك يبقى الشبه واردا لأنها ذرية من بعضها ومرغمة على النمو معزولة!
لمعلم لا تتركه يكون أول مصافح لك صباحا؛ حتى ولو قدم من الجامع بعد أن صلى الصبح ورغب قبله وانتظر ارتفاع الشمس رمحا وصلى الضحى .. هذا مما كان سائدا، ووالله لقد ادركته - وأعني تحاشي مصافحته باكرا- معمولا به في بعض مناطق الكبلة
حتى في الجمال واللوك: يقال "زين لمعلمين" ليس مدحا لهم بل إشارة إلى الجمال المكتنف بالسوء (مفهوم "خضراء الدمن")! اللا حاسدينلهم مورفولوجية باط.. ونستهلكها بشبق مع ذلك في بعض الارتباطات، لكن كمن أقدم على خرق كبير لوهم التفاضل الجاف.
نحن عجيبين: في الأرقاء مثلا:
ثوبان ؤ بلال تكرست فينا أسماء عبيد مع أننا نجل الصحابة المتسمين بها! يغير ارفدنا ؤتوف نحن جاهلية قديمة والصقناها في زمننا؛ فجعلنا في اسماء الصحابة رضوان الله عليهم تراتبية: اعبيد الصحابة ؤسادة الصحاب ؤحية لصحابة؛ وهو أمر من أسوأ البدع وانواع التناقض!
كتبت سابقا في هذا الشان ولا أمل الكتابة فيه لأن أول ما صدمني عند بلوغي سن التمييز وأربكني في تدين هذا المجتمع: الرقيق وامتهان لمعلمين وكل الفئات العاملة! فحين أقرأ في السيرة ثم أعود للمشاهدة : أصاب بمتلازمة "أشبح وارخي"
طونا انتم نصارحو .. واران من فم نقول هذا كلام يحمل على النيات ومجرى السياق، وتلك أمة قد خلت .. .. هي مزالت اللا فم مروبها ؤيرشح؛ فإن رشح اعترفنا ابطشة الحق ؤتوف، ؤندعو من ثم للتآلف والاحترام))
من صفحة المدون الاستاذ/ عبد الله محمد على الفيسبوك